قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) .
۩ الله ۩
و هو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى ، و هو أكثر أسماء الله الحسنى وروداً في القرآن الكريم ، فقد ورد في القرآن أكثر من ألفين و مائتي مرة ، و هذا ما لم يقع لاسم آخر ، وقد افتتح الله جلا و علا به ثلاث و ثلاثين آية .
و ذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم ، و الذي إذا دُعي به أجاب و إذا سئل به أعطى ، و لهذا الاسم خصائص و ميزات اختص بها .
منها أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ، و سائر الأسماء مضافة اليه .
۩ الــــــرّبّ ۩
و هو اسمٌ عظيم لله جلّ و علا ، تكرّر وروده في القرآن الكريم في مقامات عديدة ، و سيا قات متنوعة تزيد على خمسمائة مرَّة ، قال الله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، و قال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
و معنى الربَّ: أي ذو الُّربوبية على خلقه أجمعين خلقاً و مُلكاً و تصرُّفاً و تدبيرًا ، و هو من الأسماء الدالَّة على جملةِ معان ٍ لا معنى واحد .
۩ الـرّحمن ، الـرّحيم ۩
وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم ، افتتح الله بهما أمَّ القرآن ، و جعلهما عنوان ما أنزله من الهدى و البيان ، و ضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان ، و افتتح بها كتابه نبيُّ الله سليمان عليه السلام ، و كان جبريل ينزلُ بها على النبيَّ صلى الله عليه و سلم عند افتتاح كلِّ سورةٍ من القرآن .
و هذان الإسمان كلٌّ منهما دالٌّ على ثبوت الرحمة صفةٌ لله عز وجل ّ ، فالرحمن أي الذي الرحمة وصفُه ، و الرّحيم أي : الرّاحم لعباده .
۩ الحيّ ، القيوم ۩
و هما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع أولهما في آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، و الثاني في أول سورة آل عمران : ( الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ، و الثالث في سورة طه : ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) .
و اسمه تبارك و تعالى : ( الحيّ ) فيه اثبات الحياة صفةً لله ، و هي حياةٌ كاملة ليست مسبوقة بعدم ، و لا يلحقها زوالٌ و فناء ، و لا يعتر بها نقصٌ و عيب جلَّ ربُّنا و تقدّس عن ذلك ، و اسمه ( القيوم ) فيه اثبات القيوميّة صفة له ، وهي كونه سبحانه قائما بنفسه مقيماً لخلقه .
و هذان الاسمان ( الحيّ القيُّوم ) هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنى ، إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة الى هذين الاسمين .
۩ الخالق الخلّاق ۩
و قد ورد اسم الله ( الخالق ) في القرآن الكريم في عدّة مواضع .
منها قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ، وورد بصيغة المبالغة ( الخلّاق ) في موضعين من القرآن في قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ) و قوله : ( وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ) .
و الخلقُ يُطلق و يُرادُ به أمران :
أحدهما : ايجاد الشئ و إبداعه على غير مثال سابق ، و منه قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) .
و الثاني : بمعنى التقدير ، و منه قولهم : خَلَقَ الأَديمَ ، أي قدّره و منه قوله تعالى : ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ) أي تقدرونه و تهيئونه .
فالخلق في نعوت الآدميين معناه التقدير ، أما الخلق الذي هو إبداع الشئ و إيجاده على غير مثال سابق فمتفرَّدٌ به ربُّ العالمين ، كما قال تعالى : ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) ، و قال تعالى : ( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) .
و خلق الله لهذه المخلوقات لم يكن لهواً و لا عبثا تنزّه الرّب و تقدّس عن ذلك ، بل خلقهم ليعبدوه و يوحِّدوه ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ).