باب الأمر بمبادرة الإمام المأموم بالركوع والسجود
[ 1593 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله ح وحدثنا بندار ثنا بن أبي عدي ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا عبدة كلاهما عن سعيد بن أبي عروة عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي وهذا حديث عبدة قال صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما جلس في آخر صلاته قال رجل منهم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما انفتل أبو موسى الأشعري قال أيكم القائل كلمة كذا وكذا أما تدرون ما تقولون في صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر الإمام كبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فان الامام يركع قبلكم ويرفع قبلكم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك فإذا كبر وسجد فاسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم زاد بندار فقال نبي الله فتلك بتلك قال أبو بكر يريد أن الإمام يسبقكم إلى الركوع فيركع قبلكم فترفعون أنتم رؤوسكم من الركوع بعد رفعه فتمكثون في الركوع فهذه المكثة في الركوع بعد رفع الإمام الرأس من الركوع بتلك السبقة التي سبقكم بها الامام إلى الركوع وكذلك السجود
باب النهي عن مبادرة الإمام المؤموم بالركوع والاخبار بأن الإمام ما سبق المؤموم من الركوع أدركه المؤموم بعد رفع الإمام رأسه من الركوع
[ 1594 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد ومحمد بن عجلان ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن بن عجلان ح وثنا أيضا سعيد نا سفيان عن يحيى بن سعيد ح وثنا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان وثنا يحيى بن حكيم ثنا حماد بن مسعدة قالا ثنا بن عجلان هذا حديث عبد الجبار عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن معاوية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني قد بدنت فلا تبادروني بالركوع والسجود فانكم مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت قال أبو بكر لم يذكر المخزومي في حديث يحيى ومهما أسبقكم به إذا سجدت إلى آخره وقال يحيى بن حكيم إني قد بدنت أو بدنت
باب ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة إذا ركع إمامه قبل
[ 1595 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا بن وهب عن يحيى بن حميد عن قرة بن عبد الرحمن عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه
باب رفع الإمام رأسه من الركوع قبل المأموم
[ 1596 ] قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك
باب الأمر بتحميد المأموم ربه عز وجل عند رفع الرأس من الركوع ورجاء مغفرة ذنوبه إذا وافق تحميده تحميد الملائكة
[ 1597 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت أبا علقمة الهاشمي قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصا الأمير فقد عصاني إنما الإمام جنة فإذا صلى قاعدا فصلو قعودا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما مضى من ذنبه ويهلك كسرى ولا كسرى بعد ويهلك قيصر ولا وقيصر من بعده
باب مبادرة الإمام المأموم بالسجود وثبوت المأموم قائما وتركه الإنحناء للسجود حتى يسجد إمامه
[ 1598 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر عن أبيه عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم نزل قياما حتى نراه قد سجد
[ 1599 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر ثنا مسلمة بن صالح وفي القلب منه عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يحن أحدنا ظهره حتى نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استوى ساجدا
باب التغليظ في مبادرة المأموم الإمام برفع الرأس من السجود
[ 1600 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة وثنا حماد بن زيد نا محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال محمد صلى الله عليه وسلم أو أبو القاسم عليه السلام أما يغشى الذي يرفع رأسه قبل الأمام أن يحول الله رأسه رأس حمار
باب ذكر إدراك المأموم ما فاته من سجود الإمام بعد رفع الإمام رأسه قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم فتلك بتلك وفي خبر معاوية ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت
باب النهي عن مبادرة المأموم الإمام بالقيام والقعود
[ 1602 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا بن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وانصرف من الصلاة وأقبل إلينا بوجهه فقال يا أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف فإني أراكم من خلفي وايم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فقلنا يا رسول الله وما رأيت قال رأيت الجنة والنار
باب افتتاح الإمام القراءة في الركعة الثانية في الصلاة التي يجهر فيها من غير سكت قبلها
[ 1603 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن نصر المعارك المصري ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمارة بن القعقاع نا أبو زرعة بن عمرو بن جرير نا أبو هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت
باب تخفيف الإمام الصلاة مع الإتمام
[ 1604 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ نا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام
باب النهي عن تطويل الإمام الصلاة مخافة تنفير المأمومين وقنوتهم
[ 1605 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد نا إسماعيل نا قيس عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ح وثنا محمد بن عبد الأعلى نا المعتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس قال قال لنا أبو مسعود عقبة بن عمرو وثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشد غضبا في موعظة منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن منكم لمنفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة هذا حديث بندار
باب قدر قراءة الإمام الذي لا يكون تطويلا
[ 1606 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا خالد بن الحارث ح وثنا بندار ثنا عثمان يعني بن عمر قالا ثنا بن أبي ذئب وهذا حديث خالد بن الحارث عن خاله وهو الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات
[ 1607 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار أخبرنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني عن إبراهيم التيمي قال كان أبي قد ترك الصلاة معنا قلت ما لك لا تصلي معنا قال إنكم تخففون الصلاة قلت فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة قال قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون
باب تقدير الإمام الصلاة بضعفاء المأمومين وكبارهم وذوي الحوائج منهم
[ 1608 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي قال أنبأ محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن أبي هند عن مطرف قال دخلت على عثمان بن أبي العاص فقال كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني على الطائف فقال يا عثمان تجوز في الصلاة وأقدر الناس بأضعفهم فان فيهم الكبير والضعيف والسقيم وذا الحاجة
باب تخفيف الامام للقراءة للحاجة تبدوا لبعض المأمومين
[ 1609 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال الصواف ثنا جعفر يعني بن سليمان الضبعي ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه فيقرأ بالسورة القصيرة أو الخفيفة
باب الرخصة في تخفيف الإمام الصلاة للحاجة تبدوا لبض المأمومين بعدما قد نوى أطالتها
[ 1610 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار عن بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إني لا أدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه
باب الرخصة في خروج المأموم من صلاة الامام للحاجة تبدوا له من أمور الدنيا إذا طول الصلاة
[ 1611 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيأمهم فأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء ثم يرجع معاذ يؤم قومه فافتتح بسورة البقرة فتنحى رجل وصلى ناحية ثم خرج فقالوا مالك يا فلان نافقت قال ما نافقت ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه قال فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيأمنا وإنك أخرت العشاء البارحة ثم جاء يؤمنا فافتتح بسورة البقرة وإنما نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا فقلنا لعمرو إن أبا الزبير يقول سبح اسم ربك و السماء والطارق فقال هو نحو هذا
باب الأمر بائتمام أهل الصفوف الأواخر بأهل الصفوف الأول
[ 1612 ] أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن جعفر بن حيان أبي الأشهب السعدي وثنا محمد بن معمر القيسي ثنا أبو عامر أخبرنا أبو الأشهب نا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال تقدموا وائتموا بي وليئتم بكم من بعدكم ولا يزال القوم يتأخرون حتى يأخرهم الله هذا حديث وكيع وقال بن معمر عن أبي نضرة العبدي
باب أمر المأموم للصلاة جالسا إذا صلى امامه جالسا
[ 1613 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال إن الإمام أمين أو أمير فإن صلى قاعدا فصلوا قعودا وأن صلى قائما فصلوا قياما
باب أمر المأموم بالجلوس بعد إفتتاحه الصلاة قائما إذا صلى الإمام قاعدا
[ 1614 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا هشام بن عروة حدثني أبي عن عائشة أن الناس دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فصلى بهم جالسا فصلوا قياما فأشار إليهم أن اجلسوا وقال إنما الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا رفع فارفعوا
باب النهي عن صلاة المأموم قائما خلف الإمام قاعدا
[ 1615 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير ووكيع واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا فقمنا خلفه وأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما تفعل أهل فارس بعظمائها
باب ذكر أخبار تأولها بعض العلماء ناسخة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المأموم بالصلاة جالسا إذا صلى إمامه جالسا
[ 1616 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع ح وثنا سلم أيضا نا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس قال مروا أبا بكر فليصل بالناس ثلاث مرات فانكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا الى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما أحس به أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ اليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس الى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر رضوان الله عليه هذا حديث وكيع وقال في حديث أبي معاوية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد وأبو بكر قائما قال أبو بكر قال قوم من أهل الحديث إذا صلى الإمام المريض جالسا صلى من خلفه قياما إذا قدروا على القيام وقالوا خبر الأسود وعروة عن عائشة ناسخ للأخبار التي تقدم ذكرنا لها في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالجلوس إذا صلى الإمام جالسا قالوا لأن تلك الأخبار عند سقوط النبي صلى الله عليه وسلم من الفرس وهذا الخبر في مرضه الذي توفي فيه قالوا والفعل الآخر ناسخ لما تقدم من فعله وقوله قال أبو بكر وإن الذي عندي في ذلك والله أسأل العصمة والتوفيق أنه لو صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام في المرض الذي توفي فيه لكان الأمر على ما قالت هذه الفرقة من أهل الحديث ولكن لم يثبت عندنا ذلك لأن الرواة قد اختلفوا في هذه الصلاة على فرق ثلاث
[ 1617 ] ففي خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان الإمام وقد روي بمثل هذا الإسناد عن عائشة أنها قالت من الناس من يقول كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي أبي بكر
[ 1618 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بذلك محمد بن بشار ثنا أبو داود نا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
[ 1619 ] وروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ومسروق بن الأجدع عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف
[ 1620 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا بكر بن عيسى صاحب البصري ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه
[ 1621 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا بدل بن المحبر ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه قال أبو بكر فلم يصح الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام في المرض الذي توفي فيه في الصلاة التي كان هو فيها قاعدا وأبو بكر والقوم قيام لأن في خبر مسروق وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر كان الإمام والنبي صلى الله عليه وسلم مأموم وهذا ضد خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر إبراهيم عن الأسود عن عائشة على أن شعبة بن الحجاج قد بين في روايته عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن من الناس من يقول كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي أبي بكر وإذا كان الحديث الذي به احتج من زعم أن فعله الذي كان في سقطته من الفرس وأمره صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأئمة وقعودهم في الصلاة إذا صلى إمامهم قاعدا منسوخ غير صحيح من جهة النقل فغير جائز لعالم أن يدعي نسخ ما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار المتواترة بالأسانيد الصحاح من فعله وأمره بخبر مختلف فيه على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن هذا الفعل الذي ادعته هذه الفرقة في خبر عائشة الذي ذكرنا أنه مختلف فيه عنها وأعلم أنه فعل فارس والروم بعظمائها يقومون وملوكهم قعود وقد ذكرنا هذا الخبر في موضعه فكيف يجوز أن يؤمر بما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الزجر عنه استنانا بفارس والروم من غير أن يصح عنه صلى الله عليه وسلم الأمر به وإباحته بعد الزجر عنه ولا خلاف بين أهل المعرفة بالأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى قاعدا وأمر القوم بالقعود وهم قادرون على القيام لو ساعدهم القضاء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المأمومين بالاقتداء بالإمام والقعود إذا صلى الإمام قاعدا وزجر عن القيام في الصلاة إذا صلى الإمام قاعدا واختلفوا في نسخ ذلك ولم يثبت خبر من جهة النقل بنسخ ما قد صح عنه صلى الله عليه وسلم مما ذكرنا من فعله وأمره فما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم واتفق أهل العلم على صحته يقين وما اختلفوا فيه ولم يصح فيه خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم شك وغير جائز ترك اليقين بالشك وإنما يجوز ترك اليقين باليقين فان قال قائل غير منعم الروية كيف يجوز أن يصلي قاعدا من يقدر على القيام قيل له إن شاء الله يجوز ذلك ان يصلي بأولى الأشياء أن يجوز به وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباعها ووعد الهدى على اتباعها فأخبر أن طاعته صلى الله عليه وسلم طاعته عز وجل وقوله كيف يجوز لما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر به وثبت فعله له بنقل العدل عن العدل موصولا إليه بالأخبار المتواترة جهل من قائله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند جميع أهل العلم بالأخبار الأمر بالصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا وثبت عندهم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا بقعود أصحابه لا مرض بهم ولا بأحد منهم وادعى قوم نسخ ذلك فلم تثبت دعواهم بخبر صحيح لا معارض له فلا يجوز ترك ما قد صح من أمره صلى الله عليه وسلم وفعله في وقت من الأوقات إلا بخبر صحيح عنه ينسخ أمره ذلك وفعله ووجود نسخ ذلك بخبر صحيح معدوم وفي عدم وجود ذلك بطلان ما ادعت فجازت الصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا إقتداء به على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله والله الموفق للصواب
باب إدراك المأموم الإمام ساجدا والأمر بالاقتداء به في السجود وأن لا يعتد به إذ المدرك للسجدة إنما يكون بادراك الركوع قبلها
[ 1622 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا بن أبي مريم وثنا نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن يزيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة قال أبو بكر في القلب من هذا الإسناد فإني كنت لا أعرف يحيى بن أبي سليمان بعدالة ولا جرح قال أبو بكر نظرت فإذا أبو سعيد مولى بني هاشم قد روى عن يحيى بن أبي سليمان هذا أخبارا ذوات عدد قال أبو بكر وهذه اللفظة فلا تعدوها شيئا من الجنس الذي بينت في مواضع من كتبنا أن العرب تنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام والنبي صلى الله عليه وسلم إن صح عنه الخبر أراد بقوله فلا تعدوها شيئا أي لا تعدوها سجدة تجزىء من فرض الصلاة لم يرد لا تعدوها شيئا لا فرضا ولا تطوعا
باب إجازة الصلاة الواحدة بإمامين أحدهما بعد الآخر من غير حدث الأول إذا ترك الأول الإمامة بعد ما قد دخل فيها فيتقدم الثاني فيتم الصلاة من الموضع الذي كان انتهى إليه الأول وإجازة صلاة المصلي يكون إماما في بعض الصلاة مأموما في بعضها وإجازة ائتمام المرء بإمام قد تقدم افتتاح المأموم الصلاة قبل إمامه
[ 1623 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد بن زيد أخبرنا أبو حازم وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه وثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت أبا حازم عن سهل بن سعد وثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة وجاء المؤذن الى أبي بكر فقال أتصلي بالناس فأقيم فقال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما انصرف قال يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك فقال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء هذا حديث يونس بن عبد الأعلى قال أبو بكر في هذا الخبر دلالة على أن المصلي إذا سبح به فجائز له أن يلتفت الى المسبح ليعلم المصلي الذي ناب المسبح فيفعل ما يجب عليه
باب استخلاف الإمام الأعظم في المرض بعض رعيته ليتولى الإمامة بالناس
[ 1624 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي وأبو طالب زيد بن احزم الطائي ومحمد بن يحيى الأزدي قالوا ثنا عبد الله بن داود نا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم فقال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره فقال إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه فأمروا بلالا فأذن وأقام وأمروا أبا بكر أن يصلي بالناس ثم أفاق فقال أقيمت الصلاة قلت نعم قال جيئوني بإنسان أعتمد عليه فجاؤوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة فأجلس إلى جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتنحى فأمسكه حتى فرغ من الصلاة هذا حديث القاسم بن محمد
باب ذكر استخلاف الإمام عند الغيبة عن حضرة المسجد الذي هو إمامه عند الحاجة تبدو له
[ 1625 ] قال أبو بكر في خبر سهل بن سعد وخروجه الى بني عمرو ليصلح بينهم قال لبلال إذا حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس
باب الرخصة في الاقتداء بالمصلي الذي ينوي الصلاة منفردا ولا ينوي إمامة المقتدي به
[ 1626 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد وهو المقبري عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان لنا حصير نبسطه بالنهار ويتحجره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فيصلي فيه فتتبع له ناس من المسلمين يصلون بصلاته فقال اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الأعمال اليه ما ديم عليه وإن قل وكان إذا صلى صلاة أثبتها هذا حديث عبد الجبار وقال سعيد بن عبد الرحمن فسمع به ناس فصلوا بصلاته وزاد وقال رسول الله إني خشيت أن أؤمر فيكم بأمر لا تطيقونه
[ 1627 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت حميدا ثنا أنس ح وثنا الصنعاني أيضا ثنا بشر يعني بن المفضل ثنا حميد قال قال أنس ح وحدثنا أبو موسى نا خالد بن الحارث نا حميد عن أنس وهذا حديث بشر بن المفضل قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حجره فجاء ناس من المسلمين يصلون بصلاته فلما أحس بمكانهم تجوز في صلاته ثم دخل البيت فصلى ما شاء الله ثم خرج فعل ذلك مرارا فلما أصبحوا قالوا يا رسول الله صلينا بصلاتك الليله ونحن نحب أن نبسط قال عمدا فعلت ذلك
باب افتتاح غير الطاهر الصلاة ناويا الإمامة وذكره أنه غير طاهر بعد الافتتاح وتركه الاستخلاف عند ذلك لينتظر المأمون رجوعه بعد الطهارة فيؤمهم
[ 1628 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فأومأ إلينا وقال مكانكم ثم دخل فاغتسل فخرج فصلى بنا قال أبو بكر في خبر حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة ثم أومأ إليهم أن مكانكم ثم دخل ثم خرج ورأسه يقطر فصلى بهم
[ 1629 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا يحيى بن عباد ح وثنا الحسن بن محمد أيضا ثنا عفان ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يزيد بن هارون قالوا ثنا حماد بن سلمة زاد الدورقي فلما سلم أو قال فلما قضى صلاته قال إنما أنا بشر وإني كنت جنبا
باب الرخصة في خصوصية الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين خلاف الخبر غير الثابت المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد خانهم إذا خص نفسه بالدعاء دونهم
[ 1630 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وجماعة قالوا ثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة فقلت يا رسول الله بأبي وأمي ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة قال أقول الهم باعد بين وبين خطاي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد قال أبو بكر خبر علي بن أبي طالب في افتتاح النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة من هذا الباب وهذا باب طويل قد خرجته في كتاب الكبير
باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي قد جمع فيه ضد قول من زعم انهم يصلون فرادى إذا صلى في المسجد جماعة مرة
[ 1632 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة يعني بن سليمان الكلاعي عن سعيد ح وثنا بندار نا عبد الأعلى قال أنبأنا سعيد نا سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يتجر على هذا قال فقام رجل من القوم فصلى معه هذا حديث هارون بن إسحاق غير أنه قال عن سليمان الناجي
باب إباحة ائتمام المصلي فريضة بالمصلي نافلة ضد قول من زعم من العراقيين أنه غير جائز أن يأتم المصلي فريضة بالمصلي نافلة
[ 1633 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى نا بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه فيصلي بهم تلك الصلاة
[ 1634 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي نا خالد يعني بن الحارث عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات يوم فصلى بهم وصلى خافه فتى من قومه فلما طال على الفتى صلى وخرج فأخذ بخطام بعيره وانطلقوا فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا لنفاق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطول علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ وقال للفتى كيف تصنع يا بن أخي إذا صليت قال أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار واني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذي قال قال الفتى ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن أبعد وقددنا قال فقدموا قال فاستشهد الفتى فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ ما فعل خصمي وخصمك قال يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد
باب ذكر البيان أن معاذ كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فريضة لا تطوعا كما ادعى بعض العراقيين
[ 1635 ] قال أبو بكر في خبر عبيد الله بن مقسم عن جابر كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي بأصحابه قال أبو بكر قد أمليت هذه المسألة بتمامها بينت فيها أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أنه صلى بإحدى الطائفتين تطوعا وصلوا خلفه فريضة لهم فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم تطوعا ولهم فريضة
باب الأمر بالصلاة منفردا عند تأخير الإمام الصلاة جماعة
[ 1636 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال أصلى هؤلاء خلفكم قلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا وأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع يشبك أصابعه وجعلها بين رجليه فلما صلى قال كذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ثم قال إنها ستكون أمراء يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة
باب الأمر بالصلاة جماعة بعد أداء الفرض منفردا عند تأخير الإمام الصلاة والبيان أن الأولى تكون فرضا منفردا والثانية نافلة في جماعة ضد قول من زعم أن الصلاة جماعة هي الفريضة لا الصلاة منفردا والزجر عن ترك الصلاة نافلة خلف الإمام المصلي فريضة وإن أخر الصلاة عن وقتها
[ 1637 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا ثنا عبد الوهاب ح وثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث قالا نا أيوب ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل يعني بن علية أخبرنا أيوب عن أبي العالية البراء قال أخر بن زياد الصلاة فأتاني عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيا فجلس عليه فذكرت له صنع بن زياد فعض على شفتيه ثم ضرب يده على فخذي وقال أني سألت أبا ذر كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال اني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال صل الصلاة لوقتها فأن أدركتك معهم فصل ولا تقل اني قد صليت فلا أصلي هذا حديث بندار وقال يحيى بن حكيم فعض على شفتيه
باب الصلاة جماعة بعد صلاة الصبح منفردا فتكون الصلاة جماعة للمأموم نافلة وصلاة المنفرد قبلها فريضة والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس نهي خاص لا نهي عام
[ 1638 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع قالا ثنا هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء ح وثنا بندار نا محمد ح وحدثنا الصنعاني ثنا خالد قالا ثنا شعبة وثنا أحمد بن منيع ثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان وشعبة وشريك ح ثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان كلهم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه وقال هشيم وهذا حديثه قال ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال فصليت معه صلاة الفجر في مسجد الخيف يعني مسجد منى فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في آخر القوم ولم يصليا معه فقال علي بهما فأتى بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا قالا يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة وقال بندار فأتيتما الإمام ولم يصل وفي حديث وكيع ثم جئتم والناس في الصلاة وزاد الصنعاني والناس يأخذون بيده ويمسحون بها وجوههم فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك
باب النهي عن ترك الصلاة جماعة نافلة بعد الصلاة منفردا فريضة
[ 1639 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن هشام ويحيى بن حكيم وهذا حديث يحيى قالا حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن أيوب عن أبي العالية البراء عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها فقال له صل الصلاة لوقتها فإذا أدركتهم لم يصلوا فصل معهم ولا تقل اني قد صليت فلا أصلي لم يقل بندار صل الصلاة لوقتها