كتاب الإمامة في الصلاة وما فيها من السنن
مختصر من كتاب المسند
باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ
[ 1470 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة وعقبة بن وساج عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين قال أبو بكر حدثناه أبو قدامة نا يحيى بن سعيد عن شعبة نحوه قال أبو بكر وهذه اللفظة من الجنس الذي اعلمت في كتاب الإيمان أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب من غير أن تريد نفيا لما زاد على ذلك العدد ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله خمسا وعشرين أنها لا تفضل بأكثر من هذا العدد والدليل على صحة ما تأولت
[ 1471 ] أن محمد بن بشار ويحيى بن حكيم حدثانا حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده سبعا وعشرين درجة أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخاطب أمته بلفظ مجمل موه بجهله على بعض الغباء احتجاجا لمقالته هذه أنه إذا خاطبهم بكلام مجمل فقد خاطبهم بما لم يفدهم معنى زعم
[ 1472 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع أفضل من صلاته وحده ببضع وعشرين صلاة قال أبو بكر فقوله صلى الله عليه وسلم بضع كلمة مجملة إذ البضع يقع على ما بين الثلاث إلى العشر من العدد وبين عليه السلام في خبر بن مسعود أنها تفضل بخمس وعشرين ولم يقل لا تفضل إلا بخمس وعشرين واعلم في خبر بن عمر أنها تفضل بسبع وعشرين درجة
باب فضل صلاة العشاء والفجر في الجماعة والبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة وان فضلها في الجماعة ضعفي فضل العشاء في الجماعة
[ 1473 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا الفضل بن دكين نا سفيان عن عثمان بن حكيم أصله مدني سكن الكوفة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى الفجر في جماعة كان كقيام ليلة
باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر
[ 1474 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب نا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار مجتمعا فيها قال أبو بكر أمليت في أول كتاب الصلاة ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر
باب ذكر الحض على شهود صلاة العشاء والصبح ولو لم يقدر المرء على شهودهما ألا حبوا على الركب
[ 1475 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله قال قرأت على مالك يعني بن أنس عن سمي مولى أبي بكر وهو بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا
باب ذكر البيان أن ما كثر من العدد في الصلاة جماعة كانت الصلاة أفضل
[ 1476 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال قدمت المدينة فلقيت أبي بن كعب فقلت يا أبا المنذر حدثني أعجب حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى لنا أو صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم التفت فقال أشاهد فلان قلنا لا ولم يشهد الصلاة قال أشاهد فلان قلنا لا ولم يشهد الصلاة فقال إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا إن صف المقدم على مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وإن صلاتك مع رجل أربى من صلاتك وحدك وصلاتك مع رجلين أربى من صلاتك مع رجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله قال أبو بكر ورواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن بصير عن أبي بن كعب ولم يقولا عن أبيه
[ 1477 ] أنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ناه بندار نا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت أبا إسحاق قال سمعت عبد الله بن أبي بصير يحدث عن أبي بن كعب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقال أشاهد فلان فذكر الحديث وقال وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل
باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن خاف الأعمى هوام الليل والسباع إذا شهد الجماعة
[ 1478 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي بخبر غريب غريب نا زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن بن أبي ليلى عن بن أم مكتوم قال يا رسول الله ان المدينة كثيرة الهوام والسباع قال تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح قلت نعم قال فحي هلا
باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن كانت منازلهم نائية عن المسجد لا يطاوعهم قائدوهم بإتيانهم إياهم المساجد والدليل على أن شهود الجماعة فريضة لا فضيلة إذ غير جائز أن يقال لا رخصة للمرء في ترك الفضيلة
[ 1479 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا أبو جعفر الرازي ثنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد عن بن أم مكتوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل الناس في صلاة العشاء فقال لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم فقام بن أم مكتوم فقال يا رسول الله لقد علمت ما بي وليس لي قائد قال أتسمع الإقامة قال نعم قال فاحضرها ولم يرخص له قال أبو بكر هذه اللفظة وليس لي قائد فيها اختصار أراد علمي وليس قائد يلازمني كخبر أبي رزين عن بن أم مكتوم
[ 1480 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه نصر بن مرزوق ثنا أسد ثنا شيبان أبو معاوية عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن بن أم مكتوم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد يعني بن بكر أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي رزين عن عبد الله بن أم مكتوم قال قلت يا رسول الله إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد فلا يلازمني فهل لي من رخصة قال تسمع النداء قال نعم قال ما أجد لك من رخصة
باب في التغليظ في ترك شهود الجماعة
[ 1481 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن عجلان وغيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر فتياني فيقيموا الصلاة وآمر فتيانا فيتخلفوا إلى رجال يتخلفون عن الصلاة فيحرقون عليهم بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يدعى إلى عظم إلى ثريد أي لأجاب
[ 1482 ] قال أبو بكر أما خبر بن عجلان الذي أرسله بن عيينة فإنما رواه بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار حدثني صفوان وأبو عاصم قالا ثنا بن عجلان فذكر الحديث
باب تخوف النفاق على تارك شهود الجماعة
[ 1483 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق بين نفاقه ولقد رأيتنا وأن الرجل ليهادي بين رجلين حتى يقام في الصف
باب ذكر أثقل الصلاة على المنافقين وتخوف النفاق على تارك شهود العشاء والصبح في الجماعة
[ 1484 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن نمير عن الأعمش وثنا سلم بن جنادة نا أبو معاوية نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء الآخرة والفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا وإني لأهم أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي ثم آخذ حزم النار فأحرق على أناس يتخلفون عن الصلاة بيوتهم هذا حديث بن نمير وفي حديث أبي معاوية قال لقد هممت وقال ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
[ 1485 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا عبد الوهاب يعني الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت نافعا يحدث أن عبد الله بن عمر كان يقول كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن
باب التغليظ في ترك صلاة الجماعة في القرى والبوادي واستحواذ الشيطان على تاركها
[ 1486 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة حدثني زائدة بن قدامة عن السائب بن حبيش الكلاعي ح وثنا علي بن مسلم ثنا عبد الصمد نا زائدة بن قدامة نا السائب بن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال قال أبو الدرداء أين مسكنك قلت قرية دون حمص قال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة نفر في قرية ولا بدو فلا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية وقال المسروقي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الذئب يأخذ القاصية
باب صلاة المريض في منزله جماعة إذا لم يمكنه شهودها في المسجد لعلة حادثة
[ 1487 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب بخبر غريب غريب ثنا قبيصة ثنا ورقاء بن عمر عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر عن عبد الله قال وثبت رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا عليه فوجدناه جالسا في حجرة له بين يديه غرفة قال فصلى جالسا فقمنا خلفه فصلينا فلما قضى الصلاة قال إذا صليت جالسا فصلوا جلوسا وإذا صليت قائما صلوا قياما ولا تقوموا كما تقوم فارس لجباريها وملوكها
باب الرخصة للمريض في ترك شهود الجماعة
[ 1488 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز بخبر غريب غريب نا عبد الوارث نا عبد العزيز وهو بن صهيب عن أنس بن مالك قال لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يصلى بالناس فرفع النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب فما رأينا منظرا أعجب إلينا منه حيث وضح لنا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن تقدم وأرخى نبي الله صلى الله عليه وسلم الحجاب فلم نوصل إليه حتى مات صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي كنت أعلمت أن الإشارة المفهومة من الناطق قد تقوم مقام المنطق إذا النبي صلى الله عليه وسلم أفهم الصديق بالإشارة إليه أنه أمره بالإمامة فاكتفى بالإشارة إليه عند النطق بأمره بالإقامة
باب فضل المشي إلى الجماعة متوضيا وما يرجى فيه من المغفرة
[ 1489 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب حدثنا الليث ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير بن مطعم عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي عن حمران مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه
باب ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بالمشي إلى الصلاة متوضيا
[ 1490 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن الأعمش ح وثنا الدورقي وسلم بن جنادة قالا ثنا أبو معاوية عن الأعمش وقال الدورقي قال ثنا الأعمش ح وثنا بندار وأبو موسى قالا ثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان ح وثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد يعني بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته وحده في بيته وفي سوقه ببضع وعشرين درجة وذلك لأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يريد غيرها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة هذا حديث بندار وقال أبو موسى أو حط عنه وقال بشر بن خالد وسلم بن جنادة والدورقي وحط عنه وقال الدورقي حتى يدخل المسجد
باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضيا
[ 1491 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي عبيدة عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته
باب ذكر كتابة الحسنات بالمشي إلى الصلاة
[ 1492 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه أو كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات والقاعد يرعى للصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حيث يخرج من بيته حتى يرجع
باب ذكر كتابة الصدقة بالمشي إلى الصلاة
[ 1493 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري نا بن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس وهو سليم بن جبير حدثه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس فمن ذلك أن تعدل بين الإثنين صدقة وأن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ومن ذلك أن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها وترفع متاعه عليها صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشي بها إلى الصلاة صدقة
[ 1494 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين ثنا بن المبارك أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة
باب ضمان الله الغادي إلى المسجد والرائح إليه
[ 1495 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعد بن عبد الله بن عبد الحكيم بن اعين بخبر غريب غريب ثنا أبي ثنا الليث بن سعد عن الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو أن عبد الله بن عمرو مر بمعاذ بن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال وما لي أيريد عدو الله أن يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكابد دهرك الآن في بيتك ألا تخرج إلى المجلس فتحدث فأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعوده كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب أحدا بسوء كان ضامنا على الله فيريد عدو الله أن يخرجني من بيتي إلى المجلس
باب ذكر ما أعد الله من النزل في الجنة للغادي إلى المسجد والرائح إليه
[ 1496 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح
باب ذكر كتابه أجر المصلي بالمشي إلى الصلاة
[ 1497 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عباد بن يعقوب المتهم في رأيه الثقة في حديثه ثنا عمرو بن ثابت والوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل من الإنسان صلاة كل يوم فقال رجل من القوم هذا من أشد ما أتيتنا به قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحملك عن الضعيف صلاة وإنحاءك القذر عن الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة
باب فضل المشي إلى الصلاة في الظلام بالليل
[ 1498 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي وكان ثقة وكان عبد الله بن داود يثني عليه قال حدثنا زهير بن محمد التميمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبشر المشاؤن في الظلام إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
[ 1499 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن محمد نا يحيى بن الحارث ثنا أبو غسان المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلام بالنور التام
باب فضل المشي إلى المساجد من المنازل المتباعدة من المساجد لكثرة الخطى
[ 1500 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا عباد بن عباد المهلبي عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي بن كعب وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر عن أبيه نا أبو عثمان عن أبي بن كعب وثنا يوسف بن موسى نا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب وهذا حديث عباد قال كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجعت له فقلت يا فلان لو إنك اشتريت حمارا يقيك الرمض ويرفعك من الموقع ويقيك هوام الأرض فقال إني والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم قال فحملت به حملا حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال فدعاه فسأله فذكر له مثل ذلك وذكر أنه يرجو في أمره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك ما احتسبت وفي حديث الصنعاني فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال يا نبي الله لكيما يكتب أثرى ورجوعي إلى أهلي وإقبالي إليه أو كما قال قال اعطاك الله ذلك كله وأعطاك ما احتسبت أجمع أو كما قال
[ 1501 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وموسى بن عبد الرحمن المسروقي قالا ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام في جماعة أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام جميعها لفظا واحدا
باب الشهادة بالإيمان لعمار المساجد بإتيانها والصلاة فيها
[ 1502 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان قال الله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
باب فضل ايطان المساجد للصلاة فيها
[ 1503 ] وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يوطن الرجل المساجد للصلاة إلا تبشبش الله به من حين يخرج من بيته كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم
باب فضل الجلوس في المسجد إنتظارا لصلاة وذكر صلاة الملائكة عليه ودعائهم له ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه
[ 1504 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية قال الدورقي ثنا الأعمش قال سلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه فيقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه
باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الصلاة والنهي عن السعي إليها والدليل على أن الاسم الواحد قد يقع على فعلين يأمر بإحدهما ويزجر عن الآخر بالاسم الواحد إذ الله قد أمرنا بالسعي إلى صلاة الجمعة يريد المضي إليها والرسول صلى الله عليه وسلم المصطفى زجر عن السعي إلى الصلاة وهو العجلة في المشي فالسعي المأمور به في الكتاب إلى صلاة الجمعة غير السعي الذي زجر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في إتيان الصلاة وهذا اسم واحد لفعلين أحدهما فرض والآخر منهي عنه
[ 1505 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا إبراهيم يعني بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ائتوها وأنتم تمشون عليكم السكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا
باب الزجر عن الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة
[ 1506 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ح ثنا عمرو بن علي نا يحيى يعني بن سعيد قالا ثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الشعثاء المحاربي قال كنا مع أبي هريرة في المسجد فأذن مؤذن فقام رجل فخرج فقال اما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وقال بندار فقد خالف أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
باب ذكر أحق الناس بالإمامة
[ 1507 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش ح وثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء ح وثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا يزيد يعني بن زريع ثنا شعبة نا إسماعيل بن رجاء ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا بن علية نا شعبة نا إسماعيل بن رجاء ح وثنا أبو عثمان وسلم بن جنادة قالا ثنا وكيع قال أبو عثمان ثنا فطر بن خليفة وقال سلم عن فطر وعن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم في السنة فإن كانوا بالسنة سواء فأقدمهم في الهجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا هذا حديث أبي معاوية وفي حديث شعبة أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة وليس في حديثه أعلمهم بالسنة
[ 1508 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني قتادة وثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة وهشام وثنا بندار ثنا بن أبي عدي عن سعيد وهشام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالأمامة أقرؤهم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الغفار بن عبيد الله ثنا شعبة بهذا الإسناد بنحوه
باب استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن وإن كان غيره أسن منه وأشرف
[ 1509 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسن بن حريث نا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماذا معك من القرآن فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم وهو من أحدثهم سنا قال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل هو من أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما منعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن فاقرأه وارقد فان مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه على كل مكان ومن تعلمه ورقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكىء على مسك
باب ذكر استحقاق الإمامة بكبر السن إذا استووا في القراءة والسنة والهجرة
[ 1510 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب زياد بن يحيى ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني قالا ثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب قالا ثنا خالد ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث وهذا حديث بندار قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي فلما أردنا الإقفال قال لنا إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما زاد الدورقي في حديثه قال فقلت لأبي قلابة فأين القراءة قال كانا متقاربين
باب إمامة المولى القرشي إذا كان المولى أكثر جمعا للقرآن خبر النبي صلى الله عليه وسلم يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله دلالة على أن المولى إذا كان أقرأ من القرشي فهو أحق بالإمامة
[ 1511 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي وعلي بن المنذر قالا ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين لما قدموا المدينة نزلوا إلى جنب قباء حضرت الصلاة أمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا منهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد هذا حديث أحمد بن سنان
باب إباحة إمامة غير المدرك البالغين إذا كان غير المدرك أكثر جمعا للقرآن من البالغين
[ 1512 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا بن علية عن أيوب قال ثنا عمرو بن سلمة ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا إسماعيل نا أيوب عن عمرو بن سلمة قال كنا على حاضر فكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأدنوا منهم فاسمع حتى حفظت قرآنا قال وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة فلما فتحت جعل الرجل يأتيه فيقول يا رسول الله أنا وافد بني فلان وجئتك بإسلامهم فانطلق أبي بإسلام قومه فلما رجع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا أكثرهم قرآنا قال فنظروا وأنا لعلي حواء قال الدورقي حواء عظيم وقال أبو هاشم حواء وقالا فما وجدوا فيهم أحدا أكثر قرآنا مني فقدموني وأنا غلام فصليت بهم وعلي بردة لي فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية غطوا عنا است قارئكم قال فقطعوا لي قميصا قال أحسبه قال من مقعد النحرين فذكر أنه فرح به فرحا شديدا قال الدورقي قال ليؤمكم أكثركم قرآنا
باب ذكر الدليل على ضد قول من كره للابن إمامة أبيه قال أبو بكر خبر النبي صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم
باب التغليظ على الأئمة في تركهم إتمام الصلاة وتأخيرهم الصلاة والدليل على ان صلاة الإمام قد تكون ناقصة وصلاة المأموم تامة ضد قول من زعم أن صلاة المأموم متصلة بصلاة إمامه إذا فسدت صلاة الإمام فسدت صلاة المأموم زعم
[ 1513 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ح وثنا الحسن بن محمد الصباح ثنا عفان نا وهيب ثنا عبد الرحمن بن حرملة ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي علي الهمداني قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم هذا حديث بن وهب ومعنى أحاديثهم سواء
باب الرخصة في ترك انتظار الإمام إذا أبطأ وأمر المأمومين أحدهم بالإمامة
[ 1514 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت حميدا قال حدثني بكر عن حمزة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تخلف فتخلف معه المغيرة بن شعبة فذكر الحديث بطوله قال قال فانتهينا الى الناس وقد صلى عبد الرحمن بن عوف ركعة فلما أحس بجيئة النبي صلى الله عليه وسلم ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن صل فلما قضى عبد الرحمن الصلاة وسلم قام النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة فأكملا ما سبقهما قال أبو بكر هذه اللفظة قد يغلط فيها من لا يتدبر هذه المسألة ولا يفهم العلم والفقه زعم بعض من يقول بمذهب العراقيين ان ما أدرك مع الإمام آخر صلاته أن في هذه اللفظة دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة إنما قضيا الركعة الأولى لأن عبد الرحمن إنما سبقهما بالأولى لا بالثانية وكذلك ادعوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا فزعموا أن فيه دلالة على أنه إنما يقضي أول صلاته لا آخرها وهذا التأويل من تدبر الفقه علم أن هذا التأويل خلاف قول أهل الصلاة جميعا إذ لو كان المصطفى صلى الله عليه وسلم والمغيرة بعد سلام عبد الرحمن بن عوف قضيا الركعة الأولى التي فاتتهما لكانا قد قضيا ركعة بلا جلسة ولا تشهد إذ الركعة التي فاتتهما وكانت أول صلاة عبد الرحمن بن عوف كانت ركعة بلا جلسة ولا تشهد وفي اتفاق أهل الصلاة أن المدرك مع الإمام ركعة من صلاة الفجر يقضى ركعة بجلسة وتشهد وسلام ما بان وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض الركعة الأولى التي لا جلوس فيها ولا تشهد ولا سلام وإنه قضى الركع الثانية التي فيها جلوس وتشهد وسلام ولولا كان معنى قوله صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا معناه أن اقضوا ما فاتكم كما أدعاه من خالفنا في هذه المسألة كان على من فاتته ركعة من الصلاة مع الإمام أن يقضي ركعة بقيام وركوع وسجدتين بغير جلوس ولا تشهد ولا سلام وفي إتفاقهم معنى أنه يقضى ركعة بجلوس وتشهد ما بان وثبت أن الجلوس والتشهد والسلام حكم الركعة الأخيرة لا من حكم الأولى فمن فهم العلم وعقله ولم يكابر علم أن لا تشهد ولا جلوس للتشهد ولا سلام في الركعة الأولى من الصلاة
باب الرخصة في صلاة الإمام الأعظم خلف من أم الناس من رعيته وأن كان الإمام من الرعية يؤم الناس بغير إذن الإمام الأعظم قال أبو بكر خبر المغيرة بن شعبة في إمامة عبد الرحمن بن عوف
[ 1515 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج حدثني بن شهاب عن حديث عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال المغيرة فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الأخيرة فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال أحسنتم أو قال أصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها قال أبو بكر في الخبر دلالة على أن الصلاة إذا حضرت وكان الإمام الأعظم غائبا عن الناس أو متخلفا عنهم في سفر فجائز للرعية أن يقدموا رجلا منهم يؤمهم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد حسن فعل القوم أو صوبه إذ صلوا الصلاة لوقتها بتقديمهم عبد الرحمن بن عوف ليؤمهم ولم يأمرهم بانتظار النبي صلى الله عليه وسلم فأما إذا كان الإمام الأعظم حاظرا فغير جائز أن يؤمهم أحد بغير إذنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن ان يؤم السلطان بغير أمره
[ 1516 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن علية ثنا شعبة ح وثنا الصنعاني نا يزيد بن زريع نا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا تؤمن رجلا في سلطانه ولا في أهله ولا تجلس على تكرمته إلا بإذنه أو قال يأذن لك
باب إمامة المرء السلطان بأمره واستخلاف الإمام رجلا من الرعية إذا غاب عن حضرة المسجد الذي يؤم الناس فيه فتكون الإمامة بأمره قال أبو بكر خبر أبي حازم عن سهل بن سعد في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا إذا حضرت العصر لم يأت أن يأمر أبا بكر يصلي بالناس
[ 1517 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ثم اتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال يا بلال إذا حضرت العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس وذكر الحديث بطوله وذكر في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فقام خلف أبي بكر وأومأ اليه أمض في صلاتك
باب الزجر عن إمامة المرء من يكره إمامته
[ 1518 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن وهب عن بن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار الهذلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وإمرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه
[ 1519 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن أنس بن مالك يرفعه يعني مثل هذا قال أبو بكر أمليت الجزء الأول وهو مرسل لأن حديث أنس الذي بعده حدثناه عيسى في عقبه يعني بمثله لولا هذا لما كنت أخرج الخبر المرسل في هذا الكتاب
باب المنهي عن إمامة الزائر
[ 1520 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا أبان بن يزيد عن بديل العقيلي حدثني أبو عطية رجل منا وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن أبان بن يزيد العطار عن بديل بن ميسرة العقيلي عن رجل منهم يكنى أبا عطية وهذا حديث الدورقي قال أتانا مالك بن الحويرث فحضرت الصلاة فقيل له تقدم قال ليؤمكم رجل منكم فلما صلوا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا زار الرجل القوم فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم وفي حديث وكيع قال ليتقدم بعضكم حتى أحدثكم لم لا أتقدم
باب الرخصة في قيام الإمام على مكان أرفع من مكان المأمومين لتعليم الناس الصلاة
[ 1521 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن أبي حازم أخبرني أبي عن سهل أنه جاءه نفر يتمارون في المنبر من أي عود هو ومن عمله فقال سهل أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم قام عليه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى فلانة قال انه ليسميها يومئذ ونسيت اسمها أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها فعمل هذه الدرجات من طرفاء الغابة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر فكبر الناس خلفه ثم ركع وركع الناس ثم رفع ونزل القهقري ثم سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل عليهم فقال إنما صنعت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي
[ 1522 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أبي حازم وذكر الحديث ولم يقل إنما صنعت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي
باب النهي عن قيام الإمام على مكان أرفع من المأمونين إذا لم يرد تعليم الناس
[ 1523 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي أخبرنا سفيان أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال أبو مسعود أليس قد نهي عن هذا فقال له حذيفة ألم ترني قد تابعتك