Admin Admin
عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
| موضوع: الغارة الإسرائيلية المزعومة على اللاذقية الأربعاء يوليو 17, 2013 3:38 am | |
| تناقلت وكالات ومحطات إخبارية خبراً جاء على لسان مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن الانفجارات التي وقعت في أحد مستودعات الذخيرة التابعة للجيش العربي السوري في محافظة اللاذقية منذ فترة وجيزة سببها غارة نفذها الكيان الصهيوني استهدف فيها صواريخ متطورة (ياخونت).
هي الحرب بكل أشكالها.. العسكري والاقتصادي والإعلامي والنفسي, وما هذا الخبر إلا استكمال لحلقة الحرب النفسية التي يحاول أعداؤنا التذاكي فيها قدر الإمكان لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه باستخدام أشكال الحرب الأخرى, وحتى لا يقولن قائل بأني أتحدث بما لا علم لي به ورغم أني لا أملك مصادر معلومات خاصة أستند إليها في تحليلي هذا لكني أرى هذا الخبر كاذباً للأسباب التالية:
- أولاً: ورغم أن الكيان الصهيوني كان قد نفذ أكثر من اعتداء فيما مضى وكان آخرها ضرب محيط مبنى البحوث العلمية في جمرايا, إلا أنه يعرف تماماً أن هذا الأمر لم يعد بالإمكان تحقيقه مرة أخرى دون المجازفة بحرب شاملة طاحنة لا تبقي ولا تذر خاصة بعد أن أعلنت القيادة السورية جهاراً نهاراً أن أي اعتداء جديد سيلقى رداً مباشراً حتى دون إبلاغ الحلفاء الذين (مانوا) عليها في المرات السابقة, وأنا لست من مؤيدي فكرة أن الكيان الصهيوني يريد الحرب الآن, ليس لأنه محب للسلام وراغب بالحلول السلمية, بل لأنه أعجز من أن يخوض حرباً يعلم تمام العلم أنها ستدق المسمار الأخير في نعشه الذي بدأ يتشكل في عام تموز 2006.
ودليلي على ذلك أن من أقام الدنيا ولم يقعدها بحجة خطف جنديين من جنوده وشن حرباً ضروساً على لبنان لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً حتى كادت مخازنه تفرغ من الذخيرة ثم أعاد الكرة في قطاع غزة بحجة استعادة «شاليطه», لم ينبس ببنت شفه حينما قتل الجيش العربي السوري خمسة من جنوده بعدما اجتازت عربتهم خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل, بل وراحت إذاعة جيشه تنقل في ذلك اليوم أخباراً عن مقتل جنود صهاينة في حوادث (عرضية) للتغطية على ما جرى كي لا يضعه ذلك في موقف لا يحسد عليه أمام جمهوره.
ثانياً: لو أن القيادة السورية لم تتخذ قراراً واضحاً لا رجعة فيه بالرد على أي اعتداء صهيوني لما أذاعت هكذا نبأ والذي هو بمثابة عهد قطعته على نفسها أمام شعبها (وهنا بيت القصيد).
ثالثاً: عندما نفذت الطائرات الصهيونية اعتداءها الأخير على جمرايا استفادت من مناطق التغطية العمياء التي توفرها السلاسل الجبلية بين سورية ولبنان والتي تجعل الطائرات بعيدة عن أعين محطات الرصد الراداري التابعة لشبكة الدفاع الجوي السورية ومستخدمة صواريخ ذات أمدية بعيدة حتى لا تضطر لدخول الأجواء السورية, لكن الحالة مختلفة عندما نتحدث عن المنطقة الساحلية لأن الأجواء مكشوفة تماماً أمام بطاريات الدفاع الجوي المتمركزة في تلك المنطقة ولأمديه بعيدة جداً تجعل من هكذا مهمة أصعب بكثير على الطيران الصهيوني (ولنا في حادثة إسقاط طائرة الفانتوم التركية أكبر مثال على هذا), حتى في الغارة على دير الزور سلكت الطائرات الصهيونية مساراً التفافياً بعيداً عن السواحل السورية لتجنب الكشف ثم دخلت الأجواء التركية قبل أن تقوم باستهداف ما استهدفته, أي أنه حتى إذا استطاعت الطائرات الصهيونية تنفيذ الاعتداء فهي ستكشف من قبل دفاعاتنا الجوية, ولو أنها كشفت لكانت القوات المسلحة أعلنت عن هذا الأمر وهي التي لم تعتد أن تخفي هكذا أنباء عن شعبها وعن العالم.
إذاً لماذا يكذب المسؤولون الأمريكيون أو بشكل أكثر دقة لماذا تكذب أجهزة استخباراتهم؟ وما هي مصلحتهم في استفزاز سورية من خلال تبرئة إرهابييهم ولصق التهمة بالصهاينة؟ الإجابة بكل بساطة هي لإحراج القيادة السورية أمام شعبها بعد الإنذار الذي وجهته للعدو وإظهارها بمظهر الضعيف ولبث مشاعر الإحباط والضعف في نفوس جماهيرها, فهي برأيهم إن نفت ستكون كمن يعطي صك براءة للكيان الصهيوني أمام شعبها حتى وإن لم يكن هو الفاعل وهذا بحد ذاته موقف محرج, وإن أكدت ستواجه بأسئلة من عيار ثقيل: ولماذا سكتم كل تلك الأيام ولم تطلعوا الشعب؟.. ولماذا لم تنفذوا التهديد بالرد بعد وقوع الاعتداء مباشرة؟ وإن لم تعلّق على الموضوع قد تتدحرج كرة الثلج لتصبح الإشاعة حقيقة بنظر الكثيرين, وبالتالي فإن هكذا خبر (برأيهم) سيفيدهم مهما كانت ردة فعل القيادة السورية.
هي لعبة قذرة على شاكلة من ينفذونها لكننا كشعب أذكى بكثير من أن تمر علينا هكذا ألاعيب مكشوفة وممجوجة, ورغم أن هذا التحليل يبقى تحليلاً سياسياً يحتمل الخطأ أو الصواب في ظل شح المعلومات المتوفرة إلا أنني لن أزيد عليه بلعب دور المتنبأ بردات فعل القيادة السورية.. لكنني سأقول إنهم ورغم دهائهم لم يدركوا بعد أن في سورية من تخصص في إفشال مخططاتهم وتفكيك أفخاخهم وألغامهم السياسية حتى بات هناك من يطلق عليها (المدرسة السورية لتعلم إفشال المخططات الصهيو- أمريكية!!. وإن غداً لناظره قريب. | |
|