عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
موضوع: خفايا شبكة التجسس الإسرائيلية في سيناء الأربعاء أبريل 24, 2013 8:02 pm
كشفت التحقيقات الأولية التي تجريها المخابرات العامة المصرية بالتعاون مع المخابرات الحربية مع المتهم الذي تم إلقاء القبض عليه بتهمة التخابر لصالح إسرائيل، النقاب عن أن المتهم جزء من شبكة تجسس تتألف من مصريين وفلسطينيين كانوا يعملون تحت إشراف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد ألقت القبض على ثلاثة أفراد من الشبكة في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين البالغ عددهم تسعة أشخاص أمدوا إسرائيل بمعلومات عسكرية مهمة عن القوات المسلحة وقوات الشرطة بسيناء عبر أجهزة تنصت و«أجهزة لاسلكية» متطورة تعمل بشفرات خاصة، ويتم التحكم فيها من داخل إسرائيل.
وقالت مصادر أمنية إن المتهم الرئيسي ألقي القبض عليه بعد مراقبة استمرت نحو أربعة أشهر، تم خلالها تسجيل المكالمات التي كان يجريها مع العديد من الشخصيات التي كان يتعامل معها، مشيرة إلى أنه اعترف خلال التحقيقات بأنه أمد إسرائيل بمعلومات عسكرية عن أماكن تمركز القوات على الحدود، ونقاط التفتيش الخاصة بالجيش والشرطة المنتشرة بالمحافظة، وطبيعة التسليح ونقاط التمركز ومواقيت تغيير الورديات، كما أرشد عن متهمين آخرين.
وأوضحت أن الخلية تشكلت أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، ومارست نشاطها خلال العامين الماضيين، وعثر بحوزتها على أجهزة تنصت تسلمتها عبر الحدود من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية دون وسيط.
وأشارت إلى أن المخابرات الحربية شكلت لجنة فنية من خبراء القوات المسلحة ومتخصصين مدنيين لفحص الأجهزة التي تم ضبطها، وتبين أنها تستخدم لأول مرة في مصر، حيث تم تصنيعها حديثا لأغراض التجسس، لافتة إلى أن غالبية المتهمين ينتمون إلى قبيلة سيناوية كبيرة أدان شيوخها على الفور الجريمة وأعلنوا عن إهدار دمهم.
وكشفت المصادر أنه بعد إلقاء أجهزة الأمن القبض على المتهم الأول اعترف أنه قام بتزويد الاستخبارات الإسرائيلية بمعلومات عسكرية طلبت منه، وأنه كان يستخدم شريحة دولية لشبكة هاتف محمول إسرائيلية للتواصل مع الموساد لصعوبة تتبع هواتفها.
وتم مواجهة المتهم بالتسجيلات الصوتية التي سجلتها أجهزة الأمن فاعترف وكشف باقي أعضاء الشبكة.
وذكر مصدر أمني رفيع أن المتهم حصل على مبالغ مالية ضخمة، في كل مرة زار فيها إسرائيل بدعوة من مسؤولين أمنيين هناك. وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية وضعت المتهم تحت اختبارات عدة اجتازها كلها بنجاح، وأن عملية تدريبه على يد ضباط الموساد استغرقت وقتا طويلا، حيث تلقى فيها تدريبات على عمليات التصنت والمراقبة وفك الشفرات، وعلى كيفية استخدام الأجهزة التي منحوها له.
وذكرت التحقيقات أن المتهم كان يراقب ما تقوم به الجماعات المسلحة والجهادية في سيناء، وكان يتابع عمليات غلق الأنفاق، ويعد التقارير، ويرسلها إلى إسرائيل مدعمة بالصور.
كما حضر المتهم كافة التظاهرات في ميدان التحرير وأماكن أخرى، وحضر بعض التظاهرات عند قصر الاتحادية، وكان يرفع تقارير عن هذه التظاهرات وما يحدث بها لجهات أمنية في إسرائيل، بجانب ما يحدث في مصر من تطورات مهمة.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد ألقت القبض في سيناء على ثلاثة متهمين يشتبه في قيامهم بعمليات تجسس لصالح إسرائيل. وأثناء القبض على المتهم الرئيسي فى أحد الأمكنة عثر داخل هاتفه المحمول على عدد من الرسائل والمكالمات الهاتفية، التي تؤكد تعامله مع جهات خارجية.
وأكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن المصرية بصدد تكثيف تواجدها في سيناء لإلقاء القبض على باقي المتهمين الهاربين، في حين دفعت الشرطة المصرية على الفور بمدرعات متطورة مزودة بكاميرات مراقبة ولها القدرة على الرد آلياً على الهجمات المسلحة والكشف عن المفرقعات داخل سيناء، إلى جانب التكثيف من نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة.
وذكر مصدر قضائي بنيابة أمن الدولة العليا، أن النيابة العامة لم تصلها أية إخطارات للتحقيق مع شبكة التجسس التي تم القبض على بعض أعضائها بسيناء.
وأشار المصدر إلى أن النيابة العسكرية هي الجهة التي من المرجح أن تباشر التحقيق مع شبكة التجسس إذا تعلقت القضية باتهامات حول جمع معلومات عسكرية.
وكان اللواء سميح بشادي مدير أمن شمال سيناء قد أكد الأحد الماضي صحة واقعة إلقاء القبض على شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل بشمال سيناء.
وقال بشادي في تصريحات صحفية له: لقد تم تسليم ملف القضية لأجهزة الأمن القومى، نظرا لحساسيتها وخطورتها على الأمن القومي والسيادة المصرية. ويرى خبراء أمنيون أن عمليات التجسس بين القاهرة وتل أبيب سوف تستمر، ولكنها لن تؤثر على العلاقات التي تجمع بين البلدين.