أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 3 حصان طروادة الذي فتتت تنظيم القاعدة..
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
موضوع: أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 3 حصان طروادة الذي فتتت تنظيم القاعدة.. الجمعة يوليو 12, 2013 4:01 pm
ذكرنا في الأجزاء السابقة أن "جبهة النصرة" أسوة ببعض التنظيمات التكفيرية، حملت فكر القاعدة وانبثقت عنها، ويعتقد الكثيرون أن التنظيم واحد، لكن الحقيقة تختلف عن ذلك، وبحسب مصدر خاص فإن أسامة بن لادن قد توافق مع حركة طالبان على التصدي للأمريكيين في أفغانستان، وأدرك أن الحرب الأمريكية على أفغانستان قادمة لا محالة، ولكنه تعرض لخديعة كبرى فتّتت حركته وحولتها إلى تنظيمات صغيرة منها "جند الشام" و"جبهة النصرة لأهل الشام" لاحقاً و"فتح الإسلام" والقاعدة في المغرب العربي وبلاد الرافدين وغيرها من التنظيمات. وبدأت القصة في عهد بيل كلينتون، حيث قام تنظيم يتبع لحركة الجهاد الإخوانية في مصر وبالتعاون مع الموساد الإسرائيلي وبعلم مسبق لجهاز الإستخبارات الأمريكية بتفجير سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام، ووجّه الأمريكيون الاتهام لتنظيم القاعدة وعلى إثره قصفت واشنطن معمل دواء في السودان، وعدّة أهداف في أفغانستان، وقطعت علاقات الولايات المتحدة مع حركة طالبان ومع تنظيم القاعدة، فقامت حركة طالبان بتنبيه بن لادن بأن الأمريكيين بصدد الحرب على أفغانستان ومن الصعب الوصول إلى الاتفاق لمدّ خط طاقة من تركمانستان إلى باكستان عبر أفغانستان حسب شروط طالبان، وبدأ أسامة بن لادن بإعادة تجميع صفوف تنظيم القاعدة الذي كان قد خرج من الحرب في الشيشان ولازال يقاتل في يوغسلافيا السابقة، وأنصاره في السعودية نشروا خبراً مفاده بدء تجهيز فيلق لتحرير القدس في أفغانستان، وبدأ تجنيد المزيد من الشباب، ولكن هذه المرة كانت الدعوة للجهاد علناً ممنوعة وسراً يشرف عليها ضباط استخبارات أمريكيون عبر المخابرات القطرية، وضباط من المخابرات السعودية حيث كانت الأسرة الحاكمة في السعودية مقسومة إلى حمائم رضخوا للأمريكي وصقور دعموا مطالب حركة طالبان بالاعتراف بهم كنظام شرعي أسوة بدول الخليج، واعتبروا رفض الأمريكي الاعتراف بطالبان مقابل حماية خط نفط تمهيداً للتخلي عن الأسر الحاكمة في الخليج. والدعوة إلى فيلق القدس لأسامة بن لادن كانت تتمّ بشكل سري في السعودية، وبعلم جزء من الأسرة الحاكمة والاستخبارات الأمريكية، حيث كان الهدف من ذلك منع تنظيم القاعدة من إخفاء ونقل قواعده التي تمّ تحديد مواقعها عبر المتطوعين الجدد الذين بعضهم سجن في غوانتانامو ست سنوات بعد وصولهم إلى مخيم التدريب بأسبوع أو شهر في أحسن الأحوال، وقبل أن يحملوا حتى السلاح التدريبي في معسكرات القاعدة، حيث كان تجنيد المقاتلين ليس سوى لعبة لضرب كل معسكرات تنظيم القاعدة التي لم تغادر أفغانستان ومنطقة القبائل في باكستان، وقبل عام واحد على آخر مفاوضات بين الأمريكيين وطالبان اجتمع بن لادن مع أيمن الظواهري في السودان، ودخل الظواهري وتنظيم حركة الجهاد الإخوانية إلى القاعدة، وبحسب مصدرنا فإن دخول الإخوان المسلمين إلى تنظيم القاعدة كان كدخول السوس إلى الخشب، حيث قام بتفتيت التنظيم بشكل كامل، وتمكن الأمريكي من التخلّص من وجود التنظيم في أفغانستان قبل بدء الحرب، عبر حركة الإخوان المسلمين في مصر والمخابرات الأردنية والقطرية والسعودية. ويقول مصدرنا إن تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام واستهداف مدمرة أمريكية في اليمن، عمليتان لا علاقة لتنظيم القاعدة بهما بل من خطّط ونفّذ هم أنصار الظواهري والموساد الإسرائيلي، والهدف الرئيسي للعمليات هو تمكين الظواهري من كسب ثقة أسامة بن لادن، وفعلاً كسب ثقته وأصبح ذراعه الأيمن ووافق على خطة الظواهري التي تقضي بتوسيع الصراع مع الأمريكي إلى كل الساحات حين يبدأ بالحرب على أفغانستان، وبدأ الظواهري بإرسال قيادات وكوادر تنظيم القاعدة إلى خارج أفغانستان بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة الأمريكية حملات إعلامية لتضخيم حركة القاعدة، في حين كانت الاستخبارات الأمريكية والموساد عبر تنظيم الإخوان المسلمين والمخابرات السعودية والقطرية والأردنية يفكّكون تنظيم القاعدة من الداخل ويعيدون هيكلته، وبدأت الحرب على أفغانستان بحجة محاربة تنظيم القاعدة الذي كان قد تلاشى في أفغانستان، وللمفارقة أن حركة طالبان حذّرت بن لادن وحين دخل الأمريكي كان بعض قادة طالبان يقولون إن تنظيم القاعدة أصبح أداة أمريكية، ورغم ذلك رفضوا تسليم أيّ من عناصر القاعدة أو كشفه للأمريكي، والمفارقة الأهم هي أن شقيق أيمن الظواهري عرض على الأمريكيين هدنة طويلة بعد مقتل بن لادن ومع بدء عمليات "جبهة النصرة" في سورية. وبالتالي الأمريكي الذي دعم تنظيم القاعدة وطالبان لمقاتلة السوفييت في أفغانستان، قرّر شن الحرب عليهم حين تناقضت مصالحه معهم ذلك على أثر قرار الشركات الأمريكية بالزحف إلى وسط آسيا عبر أفغانستان، وتمكن الأمريكيون من تدمير تنظيم القاعدة قبل دخول الحرب وتحويله إلى تنظيمات وخلايا صغيرة منتشرة وتحت تصرف الأمريكي عبر القيادات التي عيّنها الظواهري، وفي العام 2001 بدأ فعلياً تأسيس الخلايا النائمة، التي أرسل قسم كبير منها إلى العراق للفصل بين السكان، وفي سورية بدأ تشكيل بنية لهذا التنظيم وأطلق عليه اسم "جند الشام" الذي كان الأمريكي يحضّره لمرحلة انهيار سورية بعد تدمير حزب الله وبدء مشروع إسقاط سورية في العام 2006 ما بعد العدوان على لبنان، ولكن فشل العدوان الصهيوني على لبنان لم يسقط المشروع الأمريكي فحسب بل أصبح تنظيم "جند الشام" مكروهاً شعبياً، وفي العام 2006 تمّ تغيير اسم التنظيم إلى تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام"، ولكن تأخر الإعلان العلني للتنظيم، واستمر تشكيل الخلايا النائمة، التي ظهرت خلال الأزمة السورية وتبنّت تفجيرات تعجز عنها معظم أجهزة استخبارات المنطقة مجتمعة، كاستهداف خلية الأزمة السورية ووزارة الداخلية السورية، ولكن في سورية انتهجت "جبهة النصرة" نهجاً مغايراً تماماً لما قام التنظيم المكافئ لها في العراق إبان الاحتلال الأمريكي، علماً بأن التنظيم السلفي في الأردن هو الذي أصبح مسؤولاً عن "جبهة النصرة" بعد مقتل الزرقاوي في العراق. في الجزء القادم، لماذا قُتل الزرقاوي، ولماذا سمحت "جبهة النصرة" للجيش الحر بتبني عمليات قامت بها...؟! وما هو سبب الخلاف بين "الجيش الحر" و"جبهة النصرة"..؟.
أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 3 حصان طروادة الذي فتتت تنظيم القاعدة..