عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
موضوع: تفجير حي الميدان بدمشق السبت أبريل 28, 2012 3:08 pm
في تحدٍ سافر وخرق فاضح لخطة أنان.. المجموعات الإرهابية تصعد جرائمها النكراء 9 شهداء وأشلاء شخصين و26 جريحاً بتفجير إرهابي في حي الميدان
هجمة التفجيرات الإرهابية المروعة التي شهدتها سورية أمس في العاصمة، وفي أكثر من محافظة أخرى، وكان أكثرها دموية تفجير حي الميدان بدمشق، هي رسالة واضحة من المجموعات الإرهابية تقول: إن هذه المجموعات ماضية في تنفيذ مخططها التدميري المناهض جذرياً لأي حل سياسي للأزمة، وإن خطة المبعوث الأممي كوفي أنان ليست بالنسبة لها أكثر من فرصة لتحقيق هدفها الآثم ذاك. والمشكلة "للأسف" هي أن خطة أنان تقدم لها هذه الفرصة فعلاً، بدليل أن وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سورية لم ينفع في لجم جرائمها الإرهابية بل أطلق لها العنان لتزداد بشكل خطير واضح في الأيام الأخيرة. ولا ندري على ماذا راهن السيد أنان عندما دعا عبر خطته المجموعات المسلحة الى إيقاف العنف، ولا كيف اعترف أصلاً بهذه الجماعات الإرهابية، وجعل منها طرفاً تُطلب منه الالتزامات، فيما يعتبر نوعاً من إسباغ الشرعية عليها، مع أن الموقف الدولي من الإرهاب بشكل عام ينطلق كما هو معروف وثابت من رفضه رفضاً مبدئياً وعدم التعامل معه، بل وتوحيد الجهود في مواجهته وفي سبيل القضاء عليه. فهل أصبحت سورية استثناء حتى يعامل الإرهاب فيها على هذا النحو المتناقض، وإلّا فبماذا نفسر الدعم المالي والعسكري المستمر الذي يتلقاه الإرهابيون، والذي كان آخر فصوله سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة قادمة من ليبيا للإرهابيين ضبطها الجيش اللبناني في المياه الإقليمية اللبنانية، وبماذا نفسر الصمت المطبق على هوية تلك المجموعات رغم أنها تعلن هويتها وتسمي نفسها بوضوح في أعلامها وشعاراتها، وبماذا نفسر أخيراً تبني مجلس الأمن خطة "خطة أنان" تساوي بين الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية، مع أن ما تقوم به الحكومة أمر مشروع يدخل في صلب واجبها المتعلق بحفظ أمن الوطن والمواطنين، بينما ما تفعله تلك المجموعات فعل إرهابي يجرّمه القانون الوطني والقانون الدولي على حد سواء، ولا تُعرف لمواجهته سوى طريقة صارمة ومجدية واحدة، وهذه الطريقة في التعامل مع الإرهاب يعرفها السيد أنان جيداً، ويعرفها مجلس الأمن والمجتمع الدولي كله، ففي كل دولة تعرضت للإرهاب هبّت سلطاتها لمواجهته بكل قوة وحزم وتوافر لها الدعم والمساعدة الكاملان من المجتمع الدولي، أما في سورية فإن الإرهاب، يحظى على العكس برعاية دولية وإقليمية، لأنه ببساطة موظف في خدمة هدف رعاته وداعميه وهو الهدف القديم الجديد المتمثل بإسقاط الدولة الوطنية المقاوِمة في سورية. وفي حين بدأ التركيز الغربي والرجع العربي المكثّف على تحميل الحكومة السورية مسؤولية خرق خطة أنان وفشلها حتى قبل أن يبدأ تطبيقها على الأرض، كانت الجماعات الإرهابية تستغل الفرصة لتلقى مزيداً من الدعم العسكري السعودي والقطري عبر الحدود اللبنانية والتركية، وترتكب الخرق تلو الخرق حتى فاق ما ارتكبته من خروق أكثر من 1300 خرق موثق أعلمت بها الحكومة رسمياً كوفي أنان، وزادت عليها أمس خروقاً جديدة تضاف الى سلسلة جرائمها الإرهابية البشعة التي قدم لها "أصدقاء سورية" المزعومون ما يلزم من دعم مادي وغطاء سياسي. فقد فجر إرهابي انتحاري كان يحمل حزاماً ناسفاً نفسه أمس بالقرب من جامع زين العابدين في حي الميدان بدمشق ما أدى لاستشهاد تسعة وجرح عدد من المدنيين وقوات حفظ النظام. وقالت وزارة الداخلية: إنه في الساعة الواحدة والنصف من ظهر أمس الجمعة الواقع في 27/4/2012 وفي جريمة جديدة للمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تستهدف أمن واستقرار الشعب السوري أقدم إرهابي انتحاري يحمل حزاماً ناسفاً على تفجير نفسه في الشارع العام بالقرب من مسجد زين العابدين بحي الميدان وسط دمشق وبالتزامن مع خروج المصلين من المسجد ما أسفر عن تسعة شهداء وتناثر أشلاء لشخصين مجهولي الهوية وإصابة ستة وعشرين شخصاً من المدنيين وقوات حفظ النظام. وأضافت الوزارة في بيان لها إنه وعلى الفور توجهت الجهات المختصة في وزارة الداخلية الى المكان وقامت برفع الأدلة وأخذ عينات من الأشلاء وبقايا المواد المتفجرة من مسرح الجريمة وتم إرسالها الى مخابر الأمن الجنائي لتحديد هوية الارهابي والأشلاء المتناثرة ومازالت التحقيقات جارية لكشف ملابسات هذا العمل الارهابي الجبان الذي روّع المواطنين الآمنين. وجاء في البيان إن وزارة الداخلية إذ تدعو الإخوة المواطنين الى ممارسة دورهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أي حالة مشبوهة والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الارهابيين وتحركاتهم حفاظاً على أمن المواطنين واستقرار الوطن، تؤكد في الوقت ذاته أنها لن تتساهل في التعامل مع المجموعات الارهابية وستضرب بيد من حديد كل من يعمل على ترويع المواطنين ونشر الفوضى في البلاد. وأكد الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة أن الكوادر الطبية العاملة في الهيئة العامة لمشفى دمشق التي نقل إليها معظم المصابين قد التحقت بأماكن عملها مباشرة وقامت بواجباتها الطبية الانسانية لإنقاذ حياة الجرحى وتقديم كل أنواع المعالجات والتدخلات الجراحية للمصابين. وكان حي الميدان استهدف في السادس من كانون الثاني الماضي بتفجير إرهابي نفذه انتحاري في منطقة مكتظة بالسكان والمارة بالقرب من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي، أدى الى استشهاد 26 وجرح 63 من المدنيين وقوات حفظ النظام. كما استهدفت دمشق في السابع عشر من آذار الماضي بتفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين وقع أحدهما في دوار الجمارك، بينما وقع الآخر في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع، أديا الى استشهاد 24 شخصاً بينما عثر على أشلاء لثلاثة شهداء، وأصيب 140 آخرون من المدنيين وقوات حفظ النظام. وكانت دمشق استهدفت أيضاً بتفجيرين إرهابيين في الثالث والعشرين من كانون الاول 2011 استهدفا مبنى إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية، وأديا الى استشهاد 44 وإصابة 166 آخرين من العناصر الأمنية والمدنيين، إضافة الى أضرار مادية كبيرة في المباني والشوارع المحيطة. كما استهدفت حلب في العاشر من شباط الماضي بتفجيرين إرهابيين استهدفا فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي ومقر كتيبة حفظ النظام في منطقة العرقوب ما أدى الى استشهاد 28 وإصابة 235 من قوات حفظ النظام والمدنيين.