رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والزعماء [2]
المبحث الخامس : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة :
كتب إليه مع سليط بن عمرو العامري ، أحد النفر الستة الذين تحركوا في وقت واحد حين مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، وعندما قرأ هوذة الرسالة اشترط على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل له بعض الأمر معه ، فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، ومات حين منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من فتح مكة.
المبحث السادس : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس :
بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس – جريج بن مينا – ملك الإسكندرية وعظيم القبط ، مع حاطب بن أبي بلتعة ، فقال خيراً وقارب الأمر ولم يسلم ، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مارية وأختها سيرين وقيسرى ، فتسرى مارية القبطية ، وهي أم ولده إبراهيم ، ووهب سيرين لحسان بن ثابت ، فهي أم ولده عبدالرحمن ، وأهداه ألف مثقال ذهب ، وبغلة ، اسمها دلدل ، وجارية أخرى سوداء اسمها بريرة ، وغلاما خصياً اسمه مأبور ، وحماراً أشهب يقال له يعفور ، وفرساً من اللزاز ، وعسلاً وأشياء أخرى.
وعندما جاءت رسالة المقوقس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ضن الخبيث بملكه ، ولا بقاء لملكه).
المبحث السابع : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى العبدي :
روى ابن سيد الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى المنذر بن ساوى العبدي ، أمير البحرين ، مع أبي العلاء الحضرمي ، بعد انصرافه من غزوة الحديبية ، ثم قال : ذكر الواقدي بإسناده عن عكرمة ، قال : ( وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس ، بعد موته ، فنسخته ، فإذا فيه ....).
وخلاصة ما ذكره ابن سيد الناس عن كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المنذر ردا على كتابه الأول إليه أن المنذر قبل الإسلام ومعه آخرون من أهل البحرين ، ولم يورد نص رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم الأولى إلى المنذر.
وهناك روايات أخرى تشير إلى رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم الأولى إلى المنذر ، ولكنها في رجب سنة تسع هجرية ، منصرفه من تبوك.
المبحث الثامن : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبد ابني الجُلندى :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان بكتابه إلى جيفر وعبد ابني الجلندى الأزديين بعمان ، فأسلما ، وصدقا ، وخليا بين عمرو بن العاص والصدقة ، وترك أمر الحكم لهما.
المبحث التاسع : رسائل أخرى متفرقة :
9- وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا إلى أهل دما ، وهي قرية من قرى عمان ، وكان عليها رجل من أساورة كسرى ، يقال له بستجان. وروى الكتاب ابن طولون بسنده إلى أبي شداد ، رجل من أهل دما ، ونصه : ( من محمد رسول الله إلى أهل عمان ، سلام ، أما بعد : فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأدوا الزكاة ، وخطوا المساجد ، كذا وكذا ، وإلا غزوتكم).
10- وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رعيّة السحيمي ، فأخذ الكتاب ورقع به دلوه ، فبعث إليه الرسول صلى الله عليه وسلم سرية فأخذت ماله وأهله. فجاء المدينة نادماً، فبايع على الإسلام ، وأحرز أهله.
11- وكتب إلى مسيلمة الكذاب – زعيم اليمامة – يدعوه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية الضمري. فكتب إليه مسيلمة جوابا على كتابه ، ونصه ( من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله : سلام عليك. أما بعد : فإني أشركت معك في الأمر ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ولكن قريشا قوم يعتدون. فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب ، فعندما قرئ عليه قال لهما : ( فما تقولان أنتما ؟ ) قالا : (نقول كما قال) ، فقال عليه السلام : ( أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما).
ثم كتب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين). ثم كان ما كان من أمر مسيلمة وفتنته في عهد أبي بكر الصديق وقضاء أبي بكر عليهما بعد خسارة فادحة في الأرواح بين الطرفين.
12- وكتب الرسول صلى الله علية وسلم كتابا إلى عظيم بصرى وأرسله مع الحارث بن عمير الأزدي. فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني بمؤتة ، فأوثقه رباطاً ، ثم قدمه فضرب عنقه ، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيره.
13 وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل.
14- وكتب إلى بني عمرو من حمير ، يدعوهم إلى الإسلام.
15- وكتب إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان ، يدعوه إلى الإسلام.
16- وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي بكتابه إلى ذي الكلاع ابن ناكور وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما ، وأسلمت امرأة ذي الكلاع.
17- وكتب إلى معدي كرب بن أبرهة ، وأن له ما أسلم عليه من أرض خولان.
18- وكتب إلى أسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم.
19- وكتب إلى يحنة بن روبة صاحب أيلة.
20- وإلى أبي ظبيان الأزدي من غامد ، فأجابه في نفر من قومه بمكة.
21- وإلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد كلال بن حمير. وبعث الكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
22- وإلى نفاثة بن فروة الدئلي ملك السماوة.
وكتب إلى غير هؤلاء ممن ذكرهم ابن سعد في طبقاته وغيره من المؤرخين.
المبحث العاشر : فوائد وحكم وعبر في هذا المقطع من السيرة :
1- تؤكد هذه الرسائل على حقيقة أن الإسلام دين عالمي ، لذا كان واجب الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغ الدعوة إلى كل من يعرف من الناس وبكل الوسائل المتاحة في ذلك الزمان.
2- إن رفض بعض الحكام لدعوة الإسلام نابع من حبهم لسلطتهم وتكبرهم وتجبرهم وليس لعدم قناعتهم بالإسلام.
3- دل اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة يختم به رسائله على مشروعية اتخاذ الخاتم ، كما دل على مشروعية نقش اسم صاحبه عليه. وقد استدل كثير من العلماء بذلك على استحباب وضع خاتم من فضة في الأصبع التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يضع خاتمة فيها ، وهي أصبع الخنصر.
4- إن جعله صلى الله عليه وسلم اسم الله أعلى في الخاتم واسمه الأدنى ، فيه من تعظيم الله وإعظام اسمه ما لا يقادر قدره.
5- إن إقراراه صلى الله عليه وسلم لمن كتب إليهم بأن يبقوا على ملكهم نابع من سياسته الرشيدة وتدبيره الحسن للأمور.
المرجع : السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ، للدكتور مهدي رزق الله ، ص520