حب وإيمان
ذات يوم، قال صلى الله عليه وسلم لصحابته: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
فقال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه-: والله يا رسول الله، لأنت أحبُّ إلىَّ من كل شىء إلا من نفسى.فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يا عمر، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك (أى: لا يكتمل إيمانك حتى تحبنى أكثر من حبك لنفسك)).قال عمر: فوالله، لأنت الآن أحبُّ إلىَّ من نفسى.فقال صلى الله عليه وسلم : (الآن يا عمر (أى: الآن قد اكتمل الإيمان فى قلبك)).
وها هو ذا زيد بن الدثنة- رضى الله عنه- عندما أسره المشركون يقول له أبو سفيان-قبل أن يسلم-: يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك، نضرب عنقه وأنت فى أهلك؟
فقال زيد: والله ما أحب أن محمدًا فى مكانه الذى هو فيه مقيمٌ تصيبه الشوكة، وأنا جالسٌ فى أهلى.فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا!