(الزواج والرؤى وميل القلب)
لقد تم إرسال هذه الرسالة من قبل : (...) الذي أفاد أن الموضوع <مهم
جداً> ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لي ما مجموعه 6 شبان لخطبتي منهم واحد فقط قال لي الشيخ بانه مناسب
لك
اما البقية ويبلغ عددهم 5 تقريبا يكون غير ملائم مع العلم ان الوحيد الذي
قال لي الشيخ بانه من نصيبك اهلي يرفضونه لانه اقل منا في المستوى
الاجتماعي واخرهم شاب قريب لي (اهلي يريدونه )استخرت اول مره حلمت حلم قال لي الشيخ بانه ملائم لك وانصحك بالموافقه ثم استخرت مره اخرى ورأيت حلم وفسره ... بان الرؤيا تقول اني لن اتزوجه
مشكلتي كلما استخرت فاني اتبع الحلم ولا اتبع الاحساس فماذا افعل . كما
اني اريد ذلك الشاب الذي يرفضه اهلي
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة (...) .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أريد هنا أن أبين لك أمراً لربما كان خافياً عليك ..
الاستخارة تكون بعد الاستشارة ، فإن تيسرت الأمور كان هذا دليلاً على كون الأمر فيه خيرة ..
وإن تعسر تحقيقه وتعطل كان ذلك علامة على كونه ليس خيراً لك ..
ومن هنا فإنه ليس صحيحاً بأنه لا بد للإنسان أن يرى حلماً بعد الاستخارة .. بل قد يكون الحلم الذي يراه بعد الاستخارة ناتجاً عن تأثره بالموقف ، فيكون على هذا حلماً وليس رؤيا ..
وثانياً- ميل القلب بعد الاستخارة من علامات خيرية الأمر ، وليس هو العلامة الوحيدة .. أعني : بأنه - كما أسلفت- إن تيسرت الأمور وكان القلب مرتاحاً ، فهذا نور على نور .. أما إن تيسرت الأمور وكان في القلب شيء ، فالأولى الجزم على الفعل وعدم الالتفات إلى إحساس القلب .
وأضرب لك مثلاً : جاء أحد إلى خطبتك ، ثم صليت صلاة الاستخارة ولم يملْ قلبك ولم تشعري برغبة في هذا الزواج ... ، لكن أهلك كلهم موافقون ، وجاءت أمه إليكم فأحسست بأنها حبيبة ووديعة ، ورأيتِ أخواته أيضاً حبيبات ووديعات ، والكل يثني على هذا الرجل ، وأحسست بأن أمور هذا الزواج تسير بكل سلاسة وسهولة ..
هنا أقول لك : توكلي على الله تعالى وتزوجي به ، وإن كان إحساس قلبك في بادئ الأمر لم يكن موافقاً .
وثالثاً- تعبير الرؤيا لا يدل على تحتم وقوعها ، فالمعبر لا يجزم بتعبيره ، فقد يقع التعبير وقد لا يقع .. وقد عبر أبو بكر رؤيا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وسأل النبي : هل أصبتُ في التعبير ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : ((أصبتَ بعضاً وأخطأت في بعض)) . أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
الشاهد أنه لا ينبغي التعلق بالتعبير على أنه واقع لا محالة .
نعم يفرح المؤمن بالرؤيا الصالحة ، ويخبر بها من يحب .. وإن رأى ما يزعجه نفث عن يساره وتعوذ بالله ، ولا يخبر بها أحداً فإنها لا تضره .
وعليه أن لا يتعلق بالرؤى وأن لا يجعل أموره كلها متعلقة برؤيا أو حلم يراه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( استعن بالله ولا تعجزن)) أي : اطلب من الله تعالى العون والتوفيق ، وابذل السبب ولا تعجز وتتواكل وتتمنى ..
إذا عرفتِ يا أختي هذا فإني أقول لك : انظري في أمر قريبك الذي وافق عليه أهلك .. إن كان ديناً مستقيماً ذا خلق يحفظك ويعاشرك بالمعروف ، ورأيتِ بأن أمور زواجك به تسير في سلاسة وتيسير فتوكلي على الله ووافقي ...
أسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويبارك لك وفيك وبك ..