قد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وأخرهم ، وجعلها خير الأمم قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران ].
وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين ، والصراط المستقيم ، كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين ، قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر ] ، وقال تعالى : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت ].
فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً ، ألا وهي ليلة القدر ، قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر } [ القدر ] ، وقال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] ، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك ، كما قال تعالى : { فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] .