من يطلّ على الوطن العربي من أي شرفة.. في العراق, أو في تونس, أو في مصر, أو في لبنان, أو ليبيا.. يستطيع أن يرى دون عناء, إلى أي درك سُفلي وصلت المنطقة العربية, وأي مصير ينتظر شعوب أمة لا إله إلا الله؟!!.
أي هشاشة بنيت عليها ثقافتنا وعقيدتنا وديننا؟؟ ليقودها مجموعة خونة سلموا أمورهم لعدو شيطان اسمه (إسرائيل وأمريكا)؟!! كي يتمّ قلب المفاهيم, ونسف تاريخ طالما تغنينا به وبحقيقة وجوده.. والآن.. نطرح سؤالاً بسيطاً على أنفسنا: هل مجتمعاتنا سراب؟؟ هل مجتمعاتنا لا حول لها ولا قوة ولا تاريخ... لنتحول إلى أرجوحة تهزها إسرائيل الجالسة على أريكة فلسطين لنتأرجح أمام قهقهاتها بين الهزيمة وانهيار السقوط.
ألم تسقط العراق وليبيا؟؟ وتهزم مصر وتونس؟؟ وتتأرجح اليمن والبحرين؟؟..
القادم أخطر!!!!... فمخططاتهم مرسومة بغرف جهنمية, ونجاحاتهم مبهرة, استطاعوا أمام إعجابنا أن يفككوا دولاً ويسقطوها (العراق, ليبيا) استطاعوا تدمير بناها التحتية وتقزيم جيوشها ونهب ثرواتها وآثارها وكأننا نشاهد عروض سيرك على قنوات عربية أنشئت وساهمت لهذا العروض.
القادم أخطر... فمخططهم أن يفككوا كل مدينة في كل بلد ويفككوا كل حي ويفككوا كل بيت, لينسفوا العالم الإسلامي من أساسه عبر فتاوى صُنعت في تل أبيب وتنشر عبر الإخوان المسلمين والوهابيين ومرتزقة الدين والسياسة والإعلام، أليست فتوى نكاح الجهاد, والجهاد بالزواج من سورية في مخيمات اللاجئين وممارسة الجنس مع الزوجة المتوفاة وتحليل زواج المحارم نسفاً لكل بيت وللتاريخ الإسلامي برمته؟؟... مجرد القبول بنقاش فتوى زواج المحارم, ألا ينسف مفهوم الأسرة العربية المبنية على الأب والأم والعائلة التي تشكل أساس المجتمع العربي والإسلامي؟؟ هل إباحة زواج الأب من ابنته, والأخ من أخته في مجتمع الكبت والتخلف لا ينسف مجتمعاً بكامله؟؟.
القادم أخطر.. عبر تحليل إبادة طائفة معينة, أو دين معين, فالتصفيات التي تمت للشيعة في البحرين أمام صمت العالم!!!! أليست بداية لتصفيتهم في السعودية أيضاً؟؟ أليس التحريض الطائفي ضد سورية في عواصم الخيانة والوهابية قطر والسعودية وإرسال المقاتلين والجهاديين تحت يافطة الجهاد ضد العلويين, خطراً حقيقياً على سورية؟؟ أليس إفتاء القرضاوي ومشايخ الكفرة بتحليل قتل ثلث الشعب السوري, هي فتوى بإبادة العلويين؟؟..
أليس إقامة مزادات علنية في السعودية لشراء انتحاريين وشراء السلاح وإرساله لقتل الشعب السوري تحت اسم جهاد السنة يصب بنفس الخانة؟؟.
أليس التمثيل بجثث الشهداء والضحايا وذكر كلمة (الله أكبر) وتحليله للذبح ممارسات جرائم حرب وإبادة عبر مجازر جماعية واختطاف النساء وفتوى بسبيهن, أليس كل هذه الممارسات لنسف المجتمعات الإسلامية؟؟.
القادم أخطر... فإن كانت سورية قوية بشعبها وجيشها واستطاعت كشف مخططاتهم والصمود بوجه أشنع حرب قامت على سورية, فإن بيروت الهشة بنسيجها الاجتماعي, قد تشكل كارثة!! عبر مذابح جماعية واقتتال طائفي من خلال دخول مئات المسلحين تحت شعار قتل الشيعة بهدف ضرب حزب الله الذي سيضطر للدفاع عن نفسه.
القادم أخطر.... إن لم ندافع عن مجتمعاتنا بالهجوم على إسرائيل وتغيير معادلة الحرب..
يجب على محور المقاومة ألا يتباطأ... فالقادم خطير وفي الأفق حرب إقليمية طائفية لن تنجو منها إيران والسعودية ولا دول الخليج, ولن يمنعها صمود وانتصار سورية من الانتشار الإقليمي..
لابد من إعادة رسم المعركة, لتكون حرباً على إسرائيل ولا تكون حرب إسرائيل علينا بفتاوى وهابية وبجنود إسلامية... الخطر قادم!!.
الثلاثاء مارس 05, 2013 6:25 am