عبدالهادي الراجح
كما هي العادة فضح العدو الصهيوني بعدوانه الإجرامي الغاشم على سوريا مستهدفا أحد مراكز البحوث العلمية مما أدى لاستشهاد شخصين على الأقل وجرح عدد من العاملين في ذلك المركز ، كل حلفاءه الذين لم نسمع منهم إلا ادنات لا تكاد أن تسمع لهذا العدوان الصهيوني البربري على دولة عربية شقيقة بل وهناك أكد عدد من المراقبين وبعض وسائل الإعلام بتورط محمية قطر وتمويلها لتلك الجريمة ، أما موقف ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج فهم كالعادة مع الشيطان ضد وطنهم ودولتهم ، فقد بارك ما يسمى برئيس المجلس الوثني المعارض ذلك العدوان الصهيوني ولا غرابة في ذلك حيث أن هذا الشخص كان جده عميلا للانتداب الفرنسي ولكن ما هو مستغرب مواقف بعض الدول العربية التي لم تدين ولكن باركت والبعض منها أدان بشكل خجول لرفع العتب فهل أصبحت الخيانة وجهة نظر والعدوان على دولة عربية شقيقة يمول من محميات النفط المحتلة ولا سيما دويلة بحجم علبة الكبريت تدعى قطر أو الجزيرة فقد أصبحت الأخيرة أكبر من اسم الدويلة ذاتها كيف لا وهي الابنة غير الشرعية لمحطة BBC البريطانية فهل بعد ذلك يأتي من يحدثنا عن الربيع العربي وثورات الريموت كنترول الموجهة صهيو أمريكيا .
العدوان الصهيوني على سوريا لم يقم به الكيان الصهيوني وحده ولكن هناك جامعة عربية باركت بالخفاء ذلك العدوان وهناك عملاء مأجورين يدعون بالمعارضة السورية طالما طالبوا به والهدف جر سوريا لحرب إقليمية ليتسنى لهم طعن وطنهم الذين يدعون الحديث باسمه من الخلف ، إنها خناجر الغدر والخيانة ليزيد ابن معاوية الممتدة عبر التاريخ وممثلة اليوم بطواغيت العرب وكلابهم من مشايخ الضلالة والإرهاب وان ارتدوا الأقنعة الاسلموية كالذليل مرسي في مصر والحمدين وما أدراك ما الحمدين في قطر أو الجزيرة والبحرين وغيرهم من حكام العار ومشايخ الإرهاب أمثال القرضاوي العارعوري وغيرهم وغيرهم الذين كانوا الأولى أن يداهمهم هم الربيع العربي ويقتلعهم من جذورهم عندما كان عربيا قبل أن تخطف بوصلته ويضل طريقه ويتوجه إلى ليبيا وسوريا وتجاهل بعد خطفه محميات الخليج وحراس بني صهيون وداعميه .
إن العدوان على سوريا الشقيقة ليس جديدا من الصهاينة وهم اليوم موجودين في كل معارضة خارجية تدعي بالمعارضة السورية وهم من ينسق ما يسمى بالفورة السورية في كل مدينة بما في ذلك دمشق وهذا ما قاله الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل الذي لا أحد يحسبه على أي نظام عربي بعد نظام الزعيم جمال عبدا لناصر في لقاءاته الشهيرة الممتعة مع الإعلامية المبدعة لميس الحديدي عبر محطة cbc فهل أصبح العدو صديقا والأخ عدو .
العدوان على سوريا والحصار الطويل عليها ليس جديدا فهو ممتد منذ حرب تشرين المجيدة التي أبلى بها الجيش العربي السوري وشقيقه المصري بلاءا عظيما وخضع السادات وخان واستسلم ولكن حافظ الأسد رحمه الله قاوم وتحدى ولا يزال نهجه مستمرا ، ولكن الجديد هذا الكم من الخيانات العربية وهشاشة جامعة إيدن التي نجدها وراء كل مصيبة عربية فهل كنا نتوقع هذا الدور القطري أو الجزيري نسبة لقناة الجزيرة المعروفة أكثر من دويلة قطر الذي يتحرك من داخل أكبر قاعدة أمريكية صهيونية في المنطقة .
لن أقول اليوم أن العدوان على سوريا هو عدوانا على كل العرب وهو كذلك لأن أغلب العرب للأسف في الخندق الآخر المعادي للأمة العربية وطموحاتها والبعض الآخر للأسف مشغولا بقضاياه الداخلية ومهدد بإطلاق طوابير العملاء والمرتزقة والبنادق المأجورة فهي التي قاتلت في ليبيا وبعدها انتقلت لسوريا باعترافهم ، وكلنا شاهدنا الجريمة الفظيعة لاغتيال الشهيد العقيد معمر ألقذافي وذلك العميل الذي يكبر باسم الله والله بريء منه ويقول جايك الدور يا بشار يقصد الرئيس السوري ، ومن المصادفات أن يقتل ذلك المجرم وينال جزاءه العادل في سوريا العروبة وعلى يد أبطال الجيش العربي السوري .
وبقي أن نقول أن العدوان على سوريا هو عدوانا على كل المقاومة العربية ونهجها التحرري كما هو عدوانا على كل حركات التحرر في العالم ومقاومتها للهيمنة الأمريكية الصهيونية ، وكان الهدف جر سوريا وحلفاءها لمعركة في غير وقتها ليتمكن عراب الخيانة والمؤامرة لطعنها من الخلف ، سوريا تؤمن بان المعركة مع الكيان الصهيوني قادمة قادمة قادمة لا محال ، لذلك عملت على الاكتفاء الذاتي اقتصاديا حتى لا يتحكم أحد بقرارها السياسي ، تلك السياسة التي لا يريدها العملاء والبنادق المأجورة ويحاولوا تدميرها وقد ألحقوا بها أضرارا ولكن سوريا الصامدة ستبقى كذلك رغم أنوفهم ومن ورائهم من أعداء الأمة ، سوريا ستبقى الرقم الصعب في كل المعادلات وما يحدث لن يكون إلا زوبعة في فنجان وتنتهي لمزبلة التاريخ ، وليس أخيرا العدوان الصهيوني على مركز البحوث العلمية السوري ذكرنا بالعدوان الصهيوني على المفاعل النووي العراقي في شهر تموز يوليو عام 1981م ، بعد اجتماع بيغن الصهيوني والسادات بــ24 ساعة ، وما أشبه اليوم بالأمس .