يبدو أن القطار بدأ يسلك طريقه ولا نعلم في أي محطة عربية سوف يحط رحاله هذه المرة ، بعد محطة ينايرالتونسية ، ومحطة فبراير المصرية ، ومحطة ليبيا (2011) وهي المحطة العنيدة التى وقف فيها القطار العام كله ، ومن ثم المحطة السورية ، التى كانت ولاز
الت تحت رعاية وحماية روسيا ، والصين ، وهذا ما جعل اصحاب القرار يعرجون طريقه بعض الشىء تجاه المحطة السودانية ، لعلها ما تنتهى حتى تستوي المحطة السورية تماماً ، ومن المعلوم أن جامعة الدول العربية هي من يدفع بالحطب تحت القدور العربية ، حتى تكسب ثقة وود الغرب الصليبي في حملته الصليبية الجديدة والمتكررة ، ولربما الذي لعبه الغرب الصليبي في تونس ، وليبيا ، ومصر ، وسوريا اليوم ومن ثم ، السودان ، جعل حكومات الظل العربية والحكومات المتيبسة على زمام الأمور منذ زمن ، أمام خطوط عريضة يستوجب السير عليها وإلا سوف يكون مصيرهم كمصير اسلافهم ، هكذا يتودد روؤساء ، وروؤساء الحكومات العربية إلى الغرب الصليبي ، حتى لا يطالهم مصير غيرهم من الزعماء العرب ، إن زيارات الإذعان والفوبيا التى يقوم بها هؤلاء العرب من حين لآخر ، ما هي إلا دلاله على أن لا يحدث لهم ما حدث لأسلافهم من العرب ، وفي الواقع هي زيارات لتأكيد نجاح القوة والتكنلوجيا الغربية عليهم ، وما زيارة حمادي الجبالي (رئيس وزراء تونس ) إلى فرنسا لخير دليل على تقديم ولائه في عملية تسليم البغدادي المحمودي ، ولو تأملنا جيدآ في زيارة الأخير سوف يذهلنا دوره ، وهو في القصر الرئاسي يوزع في الإبتسامات الدبلوماسية ، وكأنه صاحب أفضل أختراع شهدته الأمة ، وكذلك الحال لوزير خارجيته (وزير خارجية تونس ) الذي يطوف في روسيا لكسب ثقتها نظير موقفها مع سوريا ، فروسيا أصبح الكل ينظر لها نظرة الورقة الرابحة عندما اثبتت للعالم موقفها اللامتناهي حيال سوريا ، فقد استعملت حق النقد الدولي ؛ لتثبت للعالم بأن هناك قوة على الأرض يستوجب احترامها وتعبيرها ، فروسيا وعلى مر العصور لم تعتدي على أحد ، ولا نابليون ولا هتلر استطاعا هزم روسيا في الوقت الذي اضطرت فيه دول اوروبية ، التسليم بسرعة أمام الزحف الألماني آنذاك ، فهذه رشفه من تاريخ روسيا النظالى الذي يتطلب الغوص والتحليل ، واليوم وبعد حق النقد الدولي (الفيتو) بداءات الوفود العربية والإسلامية في الزيارات المتكررة والغير معهودة إلى ؛ موسكو ، وبكين ، بشكل متكرر ولأول مرة في تاريخ الجامعة العربية يُستدرج وزير خارجية روسيا ، والهدف كان إقناع الأخير داخل اروقة ودهاليز الجامعة حول تمرير قرار مجلس الأمن بخصوص سوريا على غرار ليبيا ، فالعرب بدؤوا يحفرون في قبورهم بئيديهم وبقرار إجامع عربي من أرض الكنانة ، ولو لم تصل روسيا إلى هذه الدرجة من التكنلوجيا ، والقوة ، والموقف ، والفيتو لما كان لها اعتبار لاعند العرب ولا العجم ، فقد كان موقف روسيا حيال ليبيا متذبذب ؛ نظير إنشقاق مندوب ليبيا ونائبه(شلقم والدباشي ) في مجلس الأمن ، وهذا ما جعل روسيا والصين أمام موقف صعب في استعمال حق النقد الدولي (الفيتو) ، وعندما اجتمع القذافي مع سفير روسيا ، والصين ، والهند ، في ليبيا بخصوص موقفهم في مجلس الأمن ، قالا للقذافي بأن مندوبكم في المجلس طلب منا اتخاذ موقف ضد حكومة ليبيا ، وعلى هذا رأينا الأمتناع عن التصويت هو القرار الأنسب بالنسبة لنا ، ومن هنا يظل الموقف السوري في مجلس الأمن والمتمثل في مندوب سوريا (بشار الجعفري ) ، هو الذي أعطى الشرعية لكل من روسيا ، والصين ، في استعمال حق النقد الدولي (الفيتو) ، وهذا الفرق بين المندوبين (الليبي ، والسوري) أن الزعيم الراحل معمر القذافي قد اخفق في أختيار وتحديد الجناة بالمقارنة مع الرئيس بشار الأسد ، فيما يخص السفراء ، والمندوبين ، والمبعوثين في الخارج ، أو لأن القذافي ترك المسؤولية طرف ابنة البرغماتي سيف الإسلام ، الذي كانت تأخذه المظاهر الخارجية والخبرة العملية دون الغوس في تفاصيل الجناة الحيوية والعائلية ، والغريب والعجيب في الأمر هو موقف جامعة الدول العربية الذي أعطى ؛ السبغة الشرعية لمجلس الأمن في ضرب وتشتيت الشعب الليبي ، فقد كان القذافي لأكثر من مرة يهدد بالخروج من عضوية الجامعة وكأنه كان مدرك حجم المؤامرة وهول المصيبة ، ولكن في كل تصريح للقذافي بخصوص انسحاب ليبيا ؛ تبدأ زيارات أمين الجامعة (عمرموسى ) إلى خيمة القذافي في العدول عن قراره ، وكأنا أمين الجامعة (عمر موسى ) عندما اشرف على تفويض مجلس الأمن لضرب ليبيا ، كان هدفه هو نكاية في القذافي الذي اراد الإنسحاب لأكثر من مرة ومرة من عضوية الجامعة ، ويالا العجب العجاب عندما تجتمع جامعة الدول العربية ، بخصوص قطع الإرسال والبث عن القنوات الفضائية الليبية ، يجتمعون ويتحاورون بكامل عقولهم وقلوبهم على وقف اشتراك ليبيا في القمر الفضائي وقطع الإرسال ، مهزلة ما بعدها مهزلة في تاريخ العرب والمسلمين وكل هذا مرده أن القنوات الفضائية الليبية ؛ كانت تنقل وتنطق بالحق ولاغير الحق من عين المكان ، وهي بذلك كانت تنقل دمار وشنار الناتو الصليبي ، وهو يقتل في المدنيين ويدمر في البيوت والأحياء ، حتى تتهيىء الساحة أمام قناة الجزيرة والعربية وغيرها من القنوات المجندة ، في عرض وتقديم المخطط والإسفاف الإعلامي الذي يتماشى مع الأجندة المعدة والمرسومة سلفاً ، في أن تكتمل الصورة لإستمالة الشعوب على أن ليبيا في طريق التحرير ، وعلى أن القذافي كاد أن يقتل ويدمر شعبه لولى تدخل حلف الشمال الأطلسي (الناتو) ، وبذلك الجُم الكل عن الحديث والتعبير حتى بكلمة واحده سوى المناظل (لويس فركان ) في امريكا ، والقادة العرب للأسف ؛ يناظرون ويرحلون في سفراء ليبيا مالم يعلنوا انشقاقهم عن حكومتهم في طرابلس الغرب ، في خطوة لكسب ثقة الناتو الصليبي و حتى لا تصلهم الموجه وتفتت اوصالهم ، فالرئيس السوداني البشير الذي زار الشرق الليبي الخارج عن سيطرة الحكومة الليبية آنذاك ، كان يريد إرسال رسالة ضوئية للحلف على أنه ليس مع القذافي ، وقد تناسى مواقف ودعم ومساندة القذافي له وللسودان وللأتحاد الأفريقي وبالفعل كما يقولون (البقرة عندما تبدأ في السقوط تتكاثرعليها السكاكين ) ، ولكن هؤلاء ليس لهم آمان ولا صديق ، فاليوم تتجه انظارهم إلى السودان لتفتيت اوصالة واركانه ، في خطوة لزرع بذورة الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب السوداني ، وها هو الرئيس السوداني يخرج علينا بخطابات ضلوا يصفونها بتعابير القذافي ، في خطوة للإنقضاض عليه ولتفتيت شمل السودان بعد تقسيمه إلى دولتين ، فالرئيس السوداني أرادوا إزاحته بالتقسيم ولكن سايرهم عندما تبين له ذلك وحضر بنفسه حفل التقسيم والانفصال في جنوب السودان ، وهذا ما زاد غيضهم واشتطوا غضباً من تأقلم الرئيس البشير مع المخطط وبقائه في الحكم ، واليوم جاء دوره فلا سبيل من تقسيم الخرطوم دولتين ، ويبدو أن كلمة القذافي الأخيرة في قمة دمشق كانت خير دليل على الواقع المعاش عندما قال ( ان الدور قادم عليكم جميعاً الواحد تلو الأخر على غرار صدام الذي اعدموه في عيد الأضحى ونحن نتفرج ، وأبو عمار الذي سمموه ولم نتحرى عليه إلى الأن ) رحم الله القذافي صاحب اللسان الصليط والمواجه العتيدة .
فكانت النتيجة مقتل القذافي و تدمير ليبيا و مئات الآلاف من الضحايا
فهلل الأغبياء و كبروا فرحين لأنهم قدموا خدمة جليلة للصهاينة .
أسد سوريا بشار الجعفري صاحب النخوة