عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
موضوع: سوريا تركع المستعمر الفرنسي الثلاثاء يوليو 10, 2012 6:33 pm
بقلم الدكتورة :خـلــود خـيـر بــك
وحدة التراب السوري مقدسة، وقد قام بالحفاظ عليها رجال خلّد التاريخ مواقفهم الوطنية، ومنهم الشيخ صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش ومن ورائهما الأهالي الذين لم يساوموا على سوريا حرة موحدة رغم محاولات الفرنسيين واغراءاتهم. لا للدولة العلوية تقول كتب التاريخ أن فرنسا نشرت -زوراً وبهتاناً - وثيقة ادعت فيها ان العلويين طالبوها بالحماية لانشاء دولتهم المستقلة عن سوريا ، وتحت هذه الكذبة ، تم الاعلان عن اقامة دولة العلويين المستقلة في طرطوس و اللاذقية عام 1920م ، حينها جاء الرد العلوي قاسياً على تلك الوثيقة الكاذبة، فقد خرج الشيخ صالح العلي رافضاً مع كبار العوائل العلوية تلك الدولة المستقلة معلنين انتمائهم لسوريا الأم. وحين عرض رئيس الحامية الفرنسية الجنرال بيلوت على صالح العلي المشاركة في ادراة الجبل بحضور متصرف جبلة حينها الشيح احمد أفندي الحامد رفض قائلا " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " فانتفض الجنرال غاضباً ثم عاد وبعد هدوء يسأله عن سبب تاخره في الاستسلام ليجنب نفسه واهالي الجبل الويلات الكثيرة فاحابه بعبارته الشهيرة: "والله لو بقي معي عشرة رجال مجهزين بالسلاح والعتاد الكافيين لمتابعة الثورة ، لما تركت ساحة القتال".وهو حادثة ذكرها الحاضرون ومنهم المترجم بين الشيخ وبين الجنرال الافرانسي من آل بشور صافيتا. ومن جديد حاول الفرنسيين استمالته وفشلوا، وذلك بعد صدور حكم الاعدام بحقه ثم العفو عنه، فتم التواصل معه واعطائه وعوداً بإقامة دولة علوية بالتعاون بينه وبينهم لاستلامها نهائيا من قبله- وذلك في ذات الفترة التي تم بها فصل جبل لبنان والأقضية الأربعة بعد موافقة البطريرك اللبناني "حويك" ومجموعة من الساسة السوريين الأخرين على الفص، وبنفس الوقت تسليم الجزء الأكبر من جنوب درعا إلى الأمير عبد الله تعويضا له من قبل الإنكليز عن الحجاز التي استولت عليها منه عائلة آل سعود وتسميتها امارة شرقي الأردن فجاء رد الشيخ صالح العلي بالرفض القاطع، فكانت النتيجة ان صدر بحقه حكم بالإقامة الجبرية، وقامت فرنسا بعد استشارات مع مجموعة من المتحالفين معها في الجبل بترغيب أخيه الأصغر سنا الشيخ محمود لتجعل منه بديلاً سياسياً عن أنه رفض أيضاً، وعلى أثر ذلك تم تعريضه للتعذيب وخرج جراء يعاني من ايذاء جسدي ونفسي لازمه حتى وفاته وهذا أمر معروف لدى اهالي مدينة الشيخ بدر. ومرة ثالثة حاولت فرنسا تطبيق فكرتها الاستعمارية وذلك حين أمرت بتسجيل الطائفة على الهويات الشخصية، فما كان من العلويين عند سؤالهم إلا أن يجيب كل واحد منهم أنهم سني المذهب، وهكذا الى ان انتهوا جميعاً من التسجيل، فأيقن الفرنسيون حينها أنها لن ينجحوا على الإطلاق في تجزئة سوريا الى دويلات طائفية. لا للدولة الدرزية لم تكتف فرنسا بأكاذيبها وظنت ان التمادي في نشر الاكاذيب يساهم في تمزيق الشعب السوري، فأصدرت عام 1921 وثيقة تقول ان الدروز استعانوا بفرنسا لانشاء دولة مستقلة لهم في الجنوب ، وقامت بناء على ذلك ، بإعلان محافظة السويداء وسهل حوران دولة لهم، مع فرض الوصاية عليهم وعزلها عن كامل الارض السورية، فأعلن سلطان باشا الأطرش رفضه قيام هذه الدولة، وفيمابعد كانت النقمة على فصل جبل العرب عن سوريا الأم من أهم أسباب انطلاق شرارة الثورة السورية عام 1925...ورغم محاولات الفرنسيين اقناعه باستقلال الجبل مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة. هذه هو الشعب السوري، وهذه هي ثورة الحرية التي أجبرت المستعمر على إعادة توحيد سوريا بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز.