السعودية وقطر تمارسان ضغوطا على غليون وطيفور لإطلاق الرهائن بعد تلقيهما إنذارا من نصر الله
مصدر تركي مقرب من جماعة "الأخوان المسلمين" : النقيب عمار الواوي هو من أشرف على عملية الاختطاف بأمر من مباشر من طيفور ، وبمعرفة غليون ، لمبادلتهم بسجناء
استانبول ، الحقيقة ( خاص من : نادرة مطر + مكتب التحرير): قالت مصادر تركية على صلة بمكتب نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية ، فاروق طيفور، إن كلا من السعودية وقطر وفرنسا باشرت ضغوطها على رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون ونائبه فاروق طيفور لإطلاق سراح الرهائن اللبنانيين الذين اختطفوا شمال مدينة حلب السورية صباح أمس بعد دقائق من اجتيازهم الحدود السورية ـ التركية في طريق عودتهم من زيارة حج إلى العتبات المقدسة في إيران. وقالت هذه المصادر إن سفارتي السعودية وقطر في تركيا "اتصلتا بالجهات التركية و بنائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين والعقيد المنشق رياض الأسعد بعدما تأكد للدولتين أن من أعطى الأوامر بالخطف هو طيفور شخصيا ، وأن من نفذ عملية الخطف على الأرض هو النقيب عمار الواوي ، قائد ما يسمى "كتيبة الأبابيل" في "الجيش الحر"، الذي يأتمر مسلحوه في ريف حلب بأوامر الأخوان المسلمين، وتحديدا فاروق طيفور". كما أن الخارجية الفرنسية وحكومة قطر "اتصلتا ببرهان غليون للأمر نفسه". وقال المصدر " إن غليون وطيفور تلقيا أوامر واضحة بوجوب العمل على إطلاق الرهائن فورا ، لأن كرة نار القضية ستكبر بسرعة لتلف المنطقة كلها ، خصوصا وأن كلا من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، وزعيم حزب الله حسن نصر الله ، أبلغا الدول المعنية بطرق مباشرة وغير مباشرة بأن عدم إطلاق الرهائن خلال 24 ساعة كحد أقصى سيكون له ما بعده ، وستتحمل هذه الدول مسؤولية عملية الاختطاف لأنها المرجعية السياسية والمالية للخاطفين". وأكد المصدر أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ، الموجود حاليا في شيكاغو بالولايات المتحدة ، تلقى هو الآخر اتصالا من وزير الخارجية اللبناني نقل له خلاله رسالة من قيادة حزب الله فحواها أن عملية الخطف "هي إعلان حرب من قبل تركيا على حزب الله ، بالنظر لأن الخاطفين خاضعون لقيادات سياسية وعسكرية تأتمر بأوامر المخابرات التركية ، ولأن المخطوفين ، نساء ورجالا ، هم من جمهور حزب الله". وبحسب المصدر ، فإن غليون وطيفور باشرا اتصالاتهما بعمار الواوي ، المعروف بميوله التكفيرية والطائفية المتطرفة، من أجل "إطلاق الرهائن فورا".
وكانت مصادر إعلامية تركية رأت أن عملية الاختطاف هذه ، وبخلاف عمليات الخطف السابقة، أراد لها غليون وطيفور أن تكون "استفزازا لحزب الله من أجل استدراجه إلى مواجهة مباشرة مع المعارضة السورية ، وتحويل الأمر إلى مواجهة سنية ـ شيعية، بعدما فشلا في ذلك طيلة الفترة الماضية منذ اندلاع الانتفاضة السورية ، رغم كل عمليات التحريض المذهبي وحملات الشتائم المذهبية السوقية التي اضطلع بها إسلاميو المجلس الوطني السوري وليبراليوه على حد سواء". ووصفت هذه المصادر كلمة نصر الله مساء أمس عبر قناة"المنار" ، التي كرست للقضية، بأنها " في منتهى الذكاء ، بحيث أنها رغم بردوتها الصقيعية ، نزلت مثل الصاعقة على العواصم المعنية لاسيما وأنه حمّل ، وإن بشكل غير مباشر، الدول التي لها سيطرة على المعارضة مسؤولية ما جرى ، وهو ما دفع حتى الأميركيين والفرنسيين أنفسهم للدخول الفوري على خط الأزمة لتفادي التصعيد الذي قد يتطور إلى ما يمكن أن يأكل الأخضر واليابس، خصوصا وأن فتح بازار اختطاف الرهائن سيكون أول ضحاياه من الأميركيين والفرنسيين والأتراك" . ومن المعلوم أن هناك مئات الفرنسيين والأتراك ممن يخدمون في عداد قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان. وهؤلاء يمكن أن يشكلوا صيدا ثمينا لأهالي المخطوفين. وتوقع المصدر أن يجري إطلاق سراح الرهائن اليوم الأربعاء مع "شرشحة" لغليون وطيفور على سلوكهما الغبي والأحمق الشبيه بسلوك عصابات قطاع الطرق.
وكانت النسوة اللبنانيات المختطفات وصلن إلى مطار بيروت على متن طائرة أقلعت من مطار حلب في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد أن أفرج عنهن الخاطفون . وكشفت النسوة تفاصيل ما تعرض له الرهائن من شتائم طائفية ومذهبية من قبل عصابات "الجيش السوري الحر" ، وكيف جرى خطف الباص وسوقه إلى أحد البساتين ، حيث كان هناك باص آخر من الحجاج جرى اختطافه قبلهم.
يشار أخيرا إلى أن ضابطا مقربا من الأسعد كان كشف لـ"الحقيقة" في كانون الثاني / يناير الماضي عن اتفاق بين غليون والأسعد على شن حملة اختطاف للرهائن الشيعة من أجل مبادلتهم بمعتقلين في سجون النظام السوري.