تتشابك المصالح الروسية مع الكيان الصهيوني، ولكن في حرب الغاز لأول مرة تصبح روسيا في حال أقرب إلى المواجهة، ولم تعد روسيا تنتظر قلق الكيان الصهيوني من نقل السلاح إلى سورية، بل ووصل السلاح على وجه السرعة وخصوصاً صواريخ ياخونت المرعبة وصواريخ إسكندر ذات الدقة العالية وفائقة السرعة، ولكن بالعودة إلى نهاية حقبة حسني مبارك حين بدأ بتطوير علاقات مصر مع روسيا ندرك أن أبعاد انتصار سورية ومشروعها في المنطقة سيوسّع المصالح الروسية ولا يحجّمها، والروس يدركون جيداً أن الأسواق المصرية أهم من التقنيات الصهيونية، خصوصاً وأن إسرائيل تطلب أثماناً باهظة لأوراقها، وليس ذلك فحسب بل أصبح استيراد التكنولوجيا إلى روسيا يشكل عامل ضغط على حزب روسيا الموحدة، حيث إن شراء حاملات المروحيات الفرنسية والطائرات من دون طيار الإسرائيلية، أثار سخط المواطن الروسي والشركات الروسية، ومن جهة ثانية لأول مرة تصبح إسرائيل خطراً على المصالح الروسية في مشاريع الغاز، وبالتالي روسيا لن يقلقها قيام أي تكتل عربي حتى لو غابت إسرائيل عن المنطقة، وعلاقاتها في آسيا أثبتت أنها قادرة تأمين مصالحها بسياسة الجمع وليس التفريق والإصلاحات التي حدثت في سورية أصبحت نوعاً من التطمين على مستقبل سورية على عكس حلفاء واشنطن، وبالتالي من الغباء القول إن روسيا ستدافع عن إسرائيل مهما تشابكت المصالح في المنطقة، وأبعد من ذلك في حال الصراع في شمال إفريقيا مال كفته إلى واشنطن بأي شكل من الأشكال وعاد التهديد للمصالح الروسية فإن روسيا قد تضغط في الشرق الأوسط وتنتقل من الحفاظ على أمن سورية إلى تغطية سورية عسكرياً بأبعد ما يتخيّل المراقبون.