كشفت مصادر مطلعة على مجريات جلسة المجلس الوزاري العربي بالأمس أن الجلسة شهدت صدامات بين رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم ووزيري خارجية الجزائر مراد مدلسي ولبنان عدنان منصور على وجه الخصوص، بعد محاولة قطر تمرير نفس الاقتراح الذي رفض من قبل السعودية.
وقالت المصادر في حديث لصحيفة "الوطن" السورية "إن الوزير الجزائري تدخل غاضباً وقال: إن الرئاسة الحالية للجامعة العربية، (ويقصد قطر)، سوف تهدم الجامعة العربية بتصرفاتها السلبية، ونرفض هذا القرار، فتدخل الوزير المصري قائلاً: لندع الشعب السوري يقرر من يمثله".
وأشارت المصادر نفسها الى أن "الوزير منصور قام بالإعتراض محتجاً، وقال: إن هذا الإعتراف سيخلق أزمة داخلية في سوريا، وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فأجابه حمد: إذا لم يعجبك فتحفظ، مؤكداً أن مجلس المعارضة في اسطنبول هو من سيمثل سورية في مؤتمر "أصدقاء سورية" بتونس، الأمر الذي دفع بالوزير التونسي للقول: نحن لم نتفق على ذلك، وإنما اتفقنا على أن يطرح الأمر ويناقش في مؤتمر أصدقاء تونس".
وفي الإطار نفسه، أكدت المصادر لـ"الوطن" أن الدول الأخرى سكتت ولم تعترض على ما طرحه حمد، لافتة الى أن الوزيرين الجزائري واللبناني، وبعد مناقشات قوية إحتدا فيها على حمد، إعتبرا هذه الخطوة بمثابة "إسفين في جسد سورية وسوف تؤدي إلى تداعيات خطرة جداً".
وفي مواجهة هذا الرفض الثلاثي من لبنان وتونس والجزائر، قال حمد "نؤجل القرار، لكن نوجه دعوة للمعارضة السورية منذ الآن لتقرر من يمثلها في مؤتمر تونس"، فلم تعترض أي دولة عربية على هذا الاقتراح، بحسب المصادر نفسها.
ولفتت مصادر "الوطن" إلى أن الوزير القطري تناسى موضوع القدس في الإجتماع الوزاري، ولم يقدم أي اقتراح لإنقاذ المسجد الأقصى أو مساعدة القدس في وجه الخطر المحدق بها.
وبينما كان مقرراً عقد مؤتمر صحفي لحمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعد نهاية الاجتماع، وتم تجهيز قاعة للصحفيين، تم إلغاء المؤتمر الصحفي في خطوة مفاجئة، حيث قالت المصادر ذاتها للصحيفة السورية إن حمد بن جاسم رفض عقد المؤتمر لانزعاجه من عدم تمرير الورقة القطرية التي تطالب الدول العربية بالإعتراف بمجلس إسطنبول، فغادر المكان دون أي تصريحات.
"الوطن" السورية