اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فرنسا الجمعة بارتكاب 'ابادة جماعية ' في الجزائر.
يأتي الاتهام بعد يوم من إقرار الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) مشروع قانون يقضي بتجريم انكار وقوع ابادة جماعية تعرض لها الأرمن على يد الأتراك العثمانيين في الفترة بين عامي 1915 و1918.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي بث وقائعه التليفزيون التركي 'ارتكبت فرنسا مذبحة بحق ما يقدر بنحو 15بالمئة من سكان الجزائر بداية من عام 1945.. هذه ابادة جماعية'، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة انباء الاناضول التركية.
واتهم اردوغان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي 'بتزكية كراهية المسلمين والاتراك سعيا وراء مكاسب انتخابية'.
واضاف 'اذا كان الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي لايعلم شيئا عن هذه الابادة الجماعية، فان بامكانه ان يسأل والده بال ساركوزي الذي خدم في صفوف الجيش الفرنسي في الجزائر خلال اربعينيات القرن الماضي'.
وتابع 'انني متأكد ان لديه (بال ساركوزي) الكثير من الامور ليخبر بها نجله عن المذبحة الفرنسية في الجزائر'.
من جهة اخرى، ذكرت 'الاناضول' الجمعة أن تحسين بوركوغلو، السفير التركي في العاصمة الفرنسية باريس، غادر البلاد لأجل غير مسمى عائدا إلى بلاده.
يأتي ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء التركي الخميس ان بلاده ستسحب سفيرها من باريس وانها ستقطع الاتصالات السياسية والاقتصاديةوالعسكرية مع فرنسا.
هذه الازمة هى الاحدث التي تصيب العلاقات الفرنسية التركية، التي توترت بالفعل بسبب معارضة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشديدة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة من تركيا احترام 'قناعات' كل طرف وذلك اثر ردود الفعل القوية لانقرة على تبني فرنسا قانونا يجرم انكار 'ابادة' الارمن.
وقال ساركوزي في تصريح صحافي ببراغ حيث يشارك في تشييع جنازة الرئيس التشيكي الاسبق فاتيسلاف هافل 'احترم قناعات اصدقائنا الاتراك، انه بلد كبير، وحضارة كبيرة، وعليهم احترام قناعاتنا' في المقابل.
واضاف ساركوزي 'ان فرنسا لا تعطي دروسا لاحد لكنها لا تعتزم تلقي دروس' في المقابل.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة ساركوزي باللعب على 'كراهية المسلم والتركي' في فرنسا وبانها ارتكبت ابادة في الجزائر.
وقال ساركوزي 'ان فرنسا تحدد سياستها بشكل سيادي' معتبرا انه 'يتعين في كل الظروف الحفاظ على برودة الدم والهدوء'.
وتبنت الجمعية الوطنية الخميس مقترحا مشروع قانون يجرم انكار اي ابادة يحرمها القانون الفرنسي وضمنها 'ابادة' الارمن في 1915، ما اثار غضب السلطات التركية التي اعلنت عن اجراءات سياسية ودبلوماسية واستدعت سفيرها في باريس.
وترفض انقره وصف المجازر التي تعرض لها الارمن في عهد الامبراطورية العثمانية بالابادة وتعتبر انها وقعت في سياق الحرب العالمية الاولى وهجوم روسي على شرق تركيا قتل فيه ارمن واتراك ايضا.