لماذا يراد لحلب أن تنام على الدم وعليه تصحو ؟ لماذا كل هذا الصراخ والتحريض في حلب تحديدا ؟ سأحاول أن أجيب بتركيز شديد جدا .
السؤال الأول " لماذا يراد لحلب أن تنام على الدم وعليه تصحو " ؟
هناك سببين رئيسيين وهما
1- إستنزاف الجيش وإشعار الجميع " شعبا وجيشا وقائدا " بأنهم لا يملكون فعل شيء أمام إرادة القتل والتفجير " الأميركية وأتباعها , ولا حلّ الا بالتفاهم معها .
2- تحويل الجماهير العريضة من المؤيدين الى عبء على القيادة , " بدنا أمان , بيكفي , مول لا ينتهي , ما دام النفط يضخ فالدم سينزف , الغاز , المازوت , .." وصولا الى تشكيل القناعة المطلوبة " من قبل الأعداء " لا حلّ قريب ولا نصر قريب , فنصل بلا علم الى الصدع الأكبر " حاج ,, حلوها وخلصونا " .
السؤال الثاني : لماذا كل هذا الصراخ والتحريض في حلب تحديدا ؟
1- ان الحملة الامنية في دمشق وريفها حققت نتائج ممتازه , والخوف الآن من انتقال الأثر النفسي الإيجابي الى باقي المناطق , خصوصا إذا طهّرت حلب من تلك المجموعات
2- عقدتا حماه وحمص التي تم الرهان عليها طويلا نزعت منذ شهور وأنتقل التركيز على نقطة افتراضية جديده هي حلب ونقل التهويل الاعلامي لها ووضعت حولها كل المحظورات والمحرمات
3- في حلب تتجمع فلول العديد من الجماعات الارهابية من كل المحافظات ويصلها دعم شبه يومي بالرجال والسلاح من الخارج عبر تركيا . لذلك يتجمع فيها الثقل العسكري للارهابيين والتواجد الامني للكثير من الاجهزه الامنية الاقليمية والاجنبية .
4- إن الحسم العسكري ترددت أصدائه في مجلس الأمن والان دور الدم في حلب ليسيل في مجلس الامن ويحرج روسيا ويفقد القيادة السورية توازنها ويهزّ قاعدتها الشعبية
5- اذا كان لابد من التفاوض على قرار قريب في مجلس الامن لابد من توفير درجة الحرارة المناسبة "لتطويع" المواقف وليس أفضل من "الدم السوري" ليكون بيد كلنتون وأزلامها ليفاوضوا عليه وبه في الوقت عينه
6- اذا ما حسمت القيادة السورية الوضع في حلب فلن يكون في يد أمريكا وأتباعها شيئا ليفاوضوا عليه كما فعلت ايران بتخصيب اليورانيوم والارتقاء بتخصيبة الى درجة الـ20 .
7- كان المرسوم لحلب هو أن تكون رأس الجسر العسكري والسياسي للمشروع الغربي/ الوهابي , حيث يتم اعلان حلب منطقة خارج سيادة الدولة " بنغازي" ويتم إعلان الحكومة المؤقتة منها وعلى أرضها
8- لأن عين القيادة مصوبة على الحسم في حلب يجب رفع الحساسية فيها وجعلها كالوتر المشدود لمجرد اللمس يخرج صوتا مما يدفع القيادة الى التردد والتخوف من الحسم .
أخيرا الساعات ال48 القادمة ستظهر المزيد , عزم كل طرف على الذهاب الى نهاية المشوار والقدرة على استيعاب الضربات وتحويلها الى رصيد النقاط الايجابية والامساك بخيوط المعركة ومفاصل الأزمة وأرى بكل صدق أن القيادة السورية تملك كل فرص النجاح ولن تسمح لأحد بوقف الحسم العسكري " شقيق كان أو صديق أو غريب أو عدو يعوي ليل نهار " , بعد تطهير حلب أود أن أسأل " الكلب الأسود في البيت الأبيض " منذ الـ18 شهرا تقريبا وأنت تقول أيام الأسد معدودة , اليوم وقد أصبحت على أبواب إنتخاباتك الرئاسية كيف تكرر ذات الكلام ؟ يبدو أن عدوى أصدقائك من براميل النفط والغاز قد أصابتك وليس لدائهم من علاج ... مبروك التخلف سيادة حسين اوباما