جاء في تقرير اسرائيلي حصلت عليه (المنـــار) أن اسرائيل تلقت خلال الاشهر الاخيرة الكثير من "الهدايا" ذات الوزن الاستراتيجي المهم لأمنها، وبشكل أوسع منذ بداية الازمة السورية، ومن بين هذه الهدايا معلومات تفصيلية عن مواقع استراتيجية مصنفة في بنك الاهداف المرشحة للضرب في سوريا في حال اندلعت مواجهة بين دمشق وتل أبيب ولعبت قطر وتركيا دورا كبيرا في تجميع هذه المعلومات.
ان كل المتابعين لما يحدث في سوريا يرفضون اليوم الخروج بتقديرات ايجابية متفائلة حول لحظة سقوط النظام السوري، فهؤلاء الذين اعتادوا تحديد مواعيد رحيل النظام بالساعة والدقيقة، باتوا يدركون وهم على عتبة العالم الثالث مدى صعوبة الحالة السورية، واختلافها عن الحالات الاخرى التي شهدناها في ساحات عربية مختلفة، فسوريا تتلقى دعما من أطراف مختلفة، وهو دعم لا ينبع فقط من الرغبة في مساندة النظام، وانما يأتي في سياق ضمان وحماية مصالح هذه الاطراف داخل سوريا. كذلك، فشلت كل الجهات التي تحارب في سوريا، من كسر تأييد الشعب والجيش للنظام في دمشق، وما يجري في سوريا هو حرب بكل معنى الكلمة ، وهدفها اكبر من سوريا الجغرافة ويتجاوز حدودها وكيانها، فهي اولا حرب تستهدف النظام القائم الرافض للمصالح الامريكية الاسرائيلية المشتركة، وثانيا، هي حرب تستهدف التأثير الايراني في المنطقة العربية، وهدم جسر الدعم لحزب الله، فضرب التأثير الايراني هو احدى مهام الاطراف التي تقود المعارك ضد الجيش السوري بتوجيه وتسليح وارشاد متعدد الجنسيات.
ـ ساحة غزة ـ
وما يجري من محاربة للتاثير الايراني لا يقتصر فقط على الارض السورية، بل حقق نجاحا مهما في ساحة قطاع غزة، بعد أن تمكنت اسرائيل وبدعم من جهات مختلفة في خلق اول "اتفاقيات الهدوء" ووقف اطلاق النار مع حركة حماس، وهو اتفاق سيبنى عليه الكثير مستقبلا، وسيشكل نقطة مهمة في نعامل اسرائيل المستقبلي مع حماس التي ستمنح دورا مهما، كما رسمته لها اطراف عديدة تشترك في اهدافها مع الرؤية الامريكية فالاستقرار الموجود الان على الحدود مع القطاع أوشك على نهاية الشهر الثالث، وهو هدوء لم تشهده المنطقة الجنوبية في يوم من الايام، وقد تقوم اسرائيل مستقبلا باستنساخ ذلك مع ساحات اخرى، وحسب الاتفاق بين حماس واسرائيل، بجب ان يمر 90 يوما من الاختبار، وبعد ذلك، تبدأ خطوات اسرائيل، وهو ما يجري فعله الان، فالضامنتان مصر وامريكا تعملان حاليا على انهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، ومكافأة حماس على التزامها بالهدوء بعد سنوات طويلة من الخروقات والعمليات العسكرية على طول الحدود، وهذا الهدوء ضروري ومهم في عملية "تنظيف الطاولة" للتفرغ للموضوع النووي الايراني، وفي حال تحييد الساحتين الشماليتين سوريا ولبنان، فان مهمة اسرائيل في توجيه ضربات لايران ستكون اسهل بكثير، وقادرة على امتصاص الضربة المضادة.
ويستطيع الرئيس الامريكي الان التفاخر أمام الاسرائيليين بأنه حقق لهم انتصارات ومكاسب عديدة، وانه تمكن من نزع فتيل الكثير من التهديدات التي كانت تؤرق اسرائيل.
.
الأحد مارس 03, 2013 2:20 pm