عدد المساهمات : 1687 وسام ذهبي : 7 تاريخ التسجيل : 02/01/2010
موضوع: المجلس الانتقالي سلعة مستوردة من الغرب الأربعاء مارس 21, 2012 11:21 am
عرفت دول ما يسمى بالربيع العربي بمجرد تفجر الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام سواء في ليبيا أو سوريا أو غيرها تشكل ”مجالس انتقالية وطنية” صاحبت تفجر ”الثورات”، إلا أن هذه المجالس لم تولد من رحم الشعوب المنتفضة ضد الظلم والإقصاء بل صنعت في الخارج وتلقت الدعم السياسي من خلال المسارعة في الاعتراف بها ومنحها شرعية تمثيل الشعوب ودعمها إعلاميا وماليا، مثل ما حدث مع مجلس عبد الجليل في ليبيا وحتى بالسلاح مثلما ما يحدث اليوم مع المجلس الانتقالي السوري. سارع الغرب وبعض حلفائه في المنطقة الخليجية إلى تبني الاحتجاجات أو ”الثورات” التي عرفتها دول ”الربيع العربي” بمجرد تفجرها، فبعد أن صمتت هذه الدول وترددت وارتبكت نوعا ما مع ثورة الياسمين المفاجئة، إلا أن الدول الغربية وبعض دول الخليج لم تترك الأوضاع تتطور على عفويتها بل سارعت إلى تحضير ”البديل” للأنظمة الدكتاتورية العربية المتواطئة معها وذلك ليخلف هذا البديل الأنظمة القائمة ويواصل تحقيق مصالحها وأجنداتها في المنطقة. ولم يبخل الغرب ولا حلفاؤه في الخليج على هذه المجالس الانتقالية على جميع المستويات، حيث دعموها إعلاميا فركزت على إبراز رموز هذه المجالس إعلاميا في صورة المدافعين عن ”الثورة” رغم أن بعض الوجوه مثل عبد الجليل كان وزيرا للعدل في نظام القذافي لسنوات طوال ؟؟ ودعمتها سياسيا فكانت الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول الخليج من السباقين إلى الاعتراف بـ”شرعية ”المجالس الانتقالية هذه ومنحها صفة تمثيل الشعوب، رغم أنها لا تمثل كل أطياف المجتمعات المنتفضة وقدمت لها السند المالي، فكنا نسمع في كل مرة عن دعم مالي يقدمه الغرب والخليج لهذه المجالس في حين تمتنع هذه الدول عن دعم الاقتصاد المصري مثلا بعد ”الثورة” كأسلوب ضغط آخر لتنفيذ توجيهات معينة. ولم يكتف الغرب ومعه دول الخليج بالدعم المادي بل وصل الأمر إلى الدعم بالحروب والسلاح، مثلما تدخل حلف الأطلسي عسكريا في ليبيا وغير النظام بالقوة، مخلفا ضحايا مدنيين لازالت المنظمات الحقوقية تطلعنا على جرائمهم كل يوم، وذلك من أجل الحفاظ على سيطرة الغرب على منابع النفط الليبي في النظام الجديد، وهو ما حصل بالفعل، حيث تقاسم الحلفاء أصدقاء المجلس الانتقالي الليبي الكعكة الليبية في حين ما زال الشعب الليبي يعيش الحرمان والفقر وعدم الاستقرار الأمني أكثـر من زمن القذافي...كما تعكف اليوم دول الخليج بإيعاز غربي على تسليح المعارضة السورية بعدما تعذر التدخل العسكري نظرا لغياب عامل النفط من جهة وعدم رغبة الغرب بالمغامرة في حرب جديدة خاصة بالنظر لخصوصية المنطقة... وذلك كله من أجل إيجاد نظام بديل يغير من استراتيجيته مع دول الخليج ويعيد النظر في علاقاته مع إيران وحزب الله حفاظا على أمن إسرائيل. ورغم أن تونس فلتت من فكرة المجلس الانتقالي التونسي، إلا أن قطر سارعت إلى دعم حركة النهضة التونسية ماديا وإعلاميا لضمان نظام جديد موال لها ولحلفائها. وهو ما نلاحظه اليوم حيث تتحدث الحكومة التونسية مثلا عن قضايا خارجية مثل الملف السوري وتستضيف مؤتمراته أكثـر من معالجة قضايا داخلية.